عاصفة رعدية غير مسبوقة تضرب مدينة الإسكندرية المصرية، مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج نادرة، مما يؤدي إلى حالة طوارئ في المدينة الساحلية.
العاصفة تؤثر على الحياة اليومية
شهدت مدينة الإسكندرية في ساعات فجر يوم السبت عاصفة رعدية قوية تسببت في غمر الشوارع بالمياه، وسقوط أعمدة الإنارة وتطاير اللوحات الإعلانية. أثارت هذه الأعراض حالة من الذعر بين السكان، حيث كشفت هيئة الأرصاد الجوية المصرية عن طبيعة هذه الظاهرة وأسبابها المتعلقة بالتغيرات المناخية العالمية.
تفسير الأرصاد الجوية
وأشار الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إلى أن الإسكندرية تعرضت لمنخفض جوي عميق في الطبقات العليا من الجو، مصحوبًا بكتل هوائية رطبة قادمة من البحر المتوسط. هذا ما أدى إلى تشكل سحب رعدية قوية.
وأوضح القياتي أن هذه الظاهرة تمثل جزءًا من تقلبات فصل الربيع، الذي يستمر حتى 20 يونيو، حيث قد تشهد أحيانًا تقلبات جوية عنيفة نتيجة التغيرات المناخية. كما كانت الهيئة قد حذرت مسبقًا من احتمال سقوط أمطار رعدية ونشاط رياح مثيرة للأتربة، مما ساعد في تفعيل غرفة الأزمات في الإسكندرية.
الاستجابة السريعة للأزمات
وفي تصريحات له لقناة تلفزيونية محلية، أشار القياتي إلى أن الرياح العاتية التي رافقت السحب الرعدية تُعرف بـ”الهواء الهابط” وتعد ظاهرة طبيعية في هذا الوقت من العام. ورغم ذلك، فإن شدتها تسببت في أضرار ملحوظة، مثل سقوط اللوحات الإعلانية وأعمدة الإنارة. وأشاد القياتي بالتنسيق المسبق بين هيئة الأرصاد والأجهزة التنفيذية في المحافظة.
تم التعامل على الفور مع 48 تجمعًا مائيًا وإصابات طفيفة في 10 عقارات بأحياء المنتزه أول وثانٍ، شرق، وسط، والجمرك.
حركة الملاحة البحرية
العاصفة أثرت أيضًا على حركة الملاحة البحرية في البحر المتوسط، حيث تم تحذير الصيادين وربابنة السفن من ارتفاع الأمواج. في سياق متصل، أعلن اللواء أحمد خالد سعيد، محافظ الإسكندرية، حالة الطوارئ القصوى، وتم الدفع بفرق الطوارئ ومعدات الصرف الصحي لتصريف المياه، فيما تم تأجيل امتحانات الشهادة الإعدادية لضمان سلامة الطلاب.
الجهود الصحية والاجتماعية
في ذات السياق، رفعت وزارة الصحة حالة التأهب في المنشآت الصحية، وزعت سيارات الإسعاف في المناطق المزدحمة. كما انتشرت فرق التضامن الاجتماعي والهلال الأحمر لدعم المتضررين ونقل الأشخاص بلا مأوى إلى دور الرعاية.
