تعيش عائلة النقيب المتقاعد في «الأمن العام» اللبناني أحمد شكر حالة من القلق والحزن الشديد، بعد اختفائه المفاجئ منذ عدة أيام، في حادثة ما زالت تفاصيلها غامضة حتى الآن، وسط معلومات أمنية تشير إلى احتمال تعرّضه لعملية اختطاف.
كيف بدأت القصة؟
بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام عن شقيقه عبد السلام شكر، بدأت الحكاية عندما تواصل مغترب لبناني مقيم في كينشاسا، يُعرف بـ(ع. م.)، مع أحمد شكر، وطلب استئجار شقته في منطقة الشويفات جنوب بيروت. تم الاتفاق على إيجار شهري قدره 500 دولار، وزار المغترب لبنان أكثر من مرة، وكان يلتقي أحمد بشكل طبيعي داخل المنزل.
لاحقًا، أخبر المغترب أحمد عن رجل أعمال ثري (اسم وهمي: سليم كساب) يرغب في شراء قطعة أرض في منطقة زحلة، وطلب منه المساعدة في إتمام الصفقة.
موعد الاختفاء
زار المغترب الأرض المعروضة للبيع، وبعد نحو أسبوعين أبلغ أحمد بأن المشتري وافق، وحدد موعدًا للقاء عند الساعة الرابعة والنصف عصرًا، في اليوم الذي اختفى فيه أحمد.
ورغم أن أحمد أبدى انزعاجه من التوقيت بسبب حلول الظلام، أصرّ المغترب على الموعد، قبل أن يعتذر لاحقًا بحجة إصابته في قدمه وعدم قدرته على الحضور.
بعد ذلك، انقطع الاتصال بأحمد شكر، ولم يُعرف عنه أي شيء.
ماذا كشفت التحقيقات؟
تشير المعلومات الأمنية إلى أن الخاطفين استأجروا منزلًا في منطقة زحلة، وقاموا بإزالة كل الآثار بعد تنفيذ العملية. كما رصدت كاميرات المراقبة سيارة يُعتقد أنها استخدمت في الحادثة، واتجهت نحو بلدة الصويرة، حيث توقفت كل الخيوط المتوفرة.
وتُعرف الصويرة بأنها منطقة تمرّ عبرها عمليات تهريب، ما صعّب متابعة مسار السيارة.
من هو أحمد شكر؟
يؤكد شقيقه عبد السلام أن أحمد شكر خدم في الأمن العام أكثر من أربعين عامًا، وكان معروفًا بانضباطه وولائه الكامل للدولة اللبنانية، ولم يكن منتميًا إلى أي جهة سياسية.
وخلال مسيرته، عمل في عدة مراكز حدودية، منها المصنع والقاع، دون أن تُسجل بحقه أي مشاكل أو شبهات.
تحرّك رسمي وتضامن شعبي
في بلدة النبي شيت، يتوافد الأهالي والأقارب إلى منزل العائلة للتضامن والمطالبة بكشف مصير أحمد شكر.
كما ترددت معلومات عن اتصال أجراه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب بالرئيس اللبناني جوزيف عون ووزير الداخلية أحمد الحجار، حيث تم التأكيد على متابعة القضية والعمل على كشف ملابساتها.
الشبهة الأساسية
تشير العائلة إلى أن المغترب (ع. م.) يُعتبر المشتبه به الأبرز في القضية، خاصة بعد اختفائه هو الآخر، وتطالب الأجهزة الأمنية بتكثيف البحث عنه.
أما ما يُتداول عن وجود صلة بقضية اختفاء الطيار الإسرائيلي رون آراد، فتؤكد العائلة أن ما يهمها هو الحقيقة التي ستكشفها التحقيقات الرسمية فقط.
انتظار وأمل
حتى الآن، لا يزال مصير أحمد شكر مجهولًا، فيما تواصل عائلته انتظار أي خبر يطمئنها. وتبقى هذه القضية واحدة من الملفات الحساسة التي تتطلب تحركًا سريعًا وجديًا من الجهات المختصة، لكشف الحقيقة وإعادة أحمد إلى عائلته.


