أشاد الدكتور أمجد شعبان، المتخصص في دراسة أسماك القرش في المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في مصر، بسمكة القرش الحوتي التي وجدت عند شواطئ غزة، واصفاً إياها بأنها من أضخم الكائنات البحرية المعروفة.
ضجة حول الصيد
شهد شاطئ خان يونس في جنوب قطاع غزة حدثاً مثيراً، حيث تم اصطياد سمكة قرش حوتي ضخمة، مما أثار ردود أفعال كبيرة في الأوساط البحرية والإعلامية. تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات تُظهر سكان غزة وهم يسحبون الكائن المهدد بالانقراض إلى الشاطئ، joyous محاطين بالفرحة قبل تقطيعه لتوزيع لحمه كمصدر غذائي نادر.
ولفت شعبان إلى أن هذه السمكة تُعد من الأنواع النادرة للغاية، حيث تزن لحومها حوالي 2 طن، مما يكفي لتغذية نحو 14 ألف شخص. ونوّه إلى طبيعتها الودودة التي لا تشكل خطراً على البشر.
أبعاد الكائن البحري
وأشار الدكتور شعبان إلى أن سمكة القرش الحوتي التي تم استخراجها تعد من بين أكبر الكائنات البحرية، إذ يصل طولها إلى 20 مترًا ووزنها إلى 8 أطنان في حالة البلوغ. وبين أن لحمها قابل للطهي، لكن ندرتها تجعل من صيدها أمراً استثنائياً في معظم الدول بسبب الحماية الدولية.
كما أوضح أن ظهورها قرب شواطئ غزة قد يعكس بحثها عن الطعام أو تعرّضها للإجهاد مما جعلها غير قادرة على العودة إلى الأعماق. تُعتبر أسماك القرش الحوتي عادةً منتشرة في البحار الاستوائية والمعتدلة الدافئة، لكن تم تسجيل ثلاث حالات فقط في البحر المتوسط خلال السنوات الماضية.
ردود الفعل الدولية
لاقى الحدث تفاعلاً دولياً؛ حيث عبّرت منظمات بيئية إسرائيلية مثل “Sharks in Israel” عن أسفها الشديد، مُعتبرةً الصيد “خسارة إيكولوجية”. السمكة كانت قد أثارت اهتمام الشواطئ الإسرائيلية قبل أيام، ثم انتقلت جنوباً إلى غزة. من جهة أخرى، أشار الصيادون في غزة إلى أن صيدها يُعتبر “فرصة نادرة للطعام” وسط الحصار المستمر.
تُصنف سمكة القرش الحوتي كأكبر سمكة في المحيطات، إذ يمكن أن يصل طولها إلى 18-20 متراً ووزنها إلى 40 طناً، وتعيش لأكثر من 100 عام، وتتغذى على الكائنات الدقيقة عبر فلترة المياه بفمها الواسع، ممّا يجعلها غير عدوانية تجاه البشر على الإطلاق.
حماية الأنواع المهددة
تُصنف سمكة القرش الحوتي كنوع مهدد بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة منذ عام 2016، بسبب الصيد غير المنظم، والتلوث، واصطدام السفن. يعتبر ظهورها في البحر المتوسط نادراً نظراً لتفضيلها المياه الدافئة، حيث سُجلت فقط ثلاث حوادث سابقة في المنطقة منذ 2010، بما في ذلك واحدة قبالة شواطئ إسرائيل في عام 2024.