السبت 6 سبتمبر 2025
spot_img

طلاب لبنان بسوريا عالقون: شهادات مهددة وضياع مستقبل

spot_img

أزمة شهادات الطلاب اللبنانيين العائدين من جامعات سوريا تلقي بظلالها على مستقبل نحو 280 طالباً، أغلبهم في المراحل النهائية من تخصصات الطب والصيدلة والهندسة، وذلك بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على عودتهم إلى لبنان. الطلاب يواجهون صعوبات جمة في الحصول على شهاداتهم واستكمال دراستهم في ظل الظروف الراهنة.

معاناة الطلاب العائدين

الطالب علي حيدر، البالغ من العمر 25 عاماً، يصف الوضع قائلاً: “منذ الأزمة السورية، ونحن غارقون في بحر ليس له قاع.” ويضيف أن الدولة اللبنانية لم تستجب لمطالبهم، وأن الجامعة اللبنانية لم تبدِ أي تجاوب مع قضيتهم.

حيدر، وهو من بلدة كفردان في شرق لبنان، كان يدرس الطب في جامعة حمص الرسمية، ووصل إلى السنة السادسة والأخيرة. اختار الدراسة في سوريا عام 2019 لقربها الجغرافي وتكلفة الدراسة المنخفضة، ولكنه اليوم عالق بين لبنان وسوريا.

مطالب الطلاب باستثناء

يعبر حيدر عن إحساسه بالعجز، خاصة وأن معظم الطلاب في السنوات النهائية من تخصصاتهم. ويشدد على ضرورة إيجاد استثناء لهم نظراً للظروف القاهرة التي يمرون بها، معتبراً ذلك حقاً وواجباً على الدولة اللبنانية لتمكينهم من إكمال دراستهم.

طلاب الجامعات السورية يطالبون باستثناء يتيح لهم إكمال دراستهم الجامعية، وتخطي العقبات التي فرضتها الظروف الراهنة.

متابعة وزارة التربية

وزارة التربية والتعليم العالي تتابع القضية، بحسب مصدر مسؤول، والذي أكد أن الموضوع قيد المتابعة، لكنه يحتاج إلى المزيد من الوقت نظراً لكبر عدد الطلاب وتنوع مراحلهم الدراسية.

الوزارة قد تحتاج إلى قرارات على مستوى مجلس الوزراء لإيجاد حلول مناسبة، وفقا للمصدر ذاته.

نظام الجامعة اللبنانية

نظام الجامعة اللبنانية يمثل تحدياً إضافياً أمام استيعاب الطلاب العائدين من سوريا. محمد صقر، طالب طب عام في جامعة الحواش الخاصة، يؤكد أن غالبيتهم على مشارف التخرج، لكنهم يواجهون صعوبات في استكمال دراستهم.

صقر، الذي حصل على درجة ممتاز في مشروع التخرج، لم يتمكن من العودة إلى سوريا لإجراء امتحان في أربع مواد متبقية.

تأثير الوضع الراهن

الوضع الراهن أثر سلباً على محمد، وهو من بلدة زيتا الحدودية، حيث يرى أنه خسر كل ما بناه على مدى سنوات، ودُمر حلمه في أن يصبح طبيباً. ويضيف أن الجامعة اللبنانية ترفض انضمامهم إليها، وأنه لا يستطيع الدراسة في جامعة خاصة بسبب وضعه المادي المتدهور.

الطلاب يناشدون المعنيين إيجاد حلول استثنائية تراعي ظروفهم الصعبة، وتتيح لهم إكمال مسيرتهم التعليمية.

الخيار السوري الممكن

حسن فواز، من بلدة دبعال الجنوبية، تخرج عام 2018 بمعدل مرتفع، لكنه لم يتمكن من دخول الجامعة اللبنانية بسبب المنافسة الشديدة.

فواز اختار الدراسة في سوريا بعد حصوله على منحة مجانية، وكان من المفترض أن يتخرج هذا العام، لكنه يرى أن العودة إلى سوريا باتت متعذرة الآن.

جهود لجنة الطلاب

فواز، كأحد أفراد اللجنة الطلابية، يتابع القضية مع الجهات المعنية، معبراً عن إحباطه من عدم تعاون الجهات الرسمية في تيسير تحصيل المستندات والأوراق الرسمية.

الطلاب يخشون ضياع سنة دراسية جديدة، مؤكدين أن الوضع صعب للغاية ويتطلب تحركاً سريعاً.

اقرأ أيضا

اخترنا لك