أعلنت حركة “طالبان” الباكستانية مسؤوليتها عن سلسلة هجمات استهدفت مناطق شمال غربي باكستان، وأسفرت عن مقتل 20 من قوات الأمن وثلاثة مدنيين. وشملت الهجمات تفجيرًا انتحاريًا استهدف أكاديمية للشرطة في إقليم خيبر بختونخوا الحدودي مع أفغانستان.
تصاعد وتيرة الهجمات
شهد إقليم خيبر بختونخوا تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة، وذلك منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021، وعودة حركة “طالبان” إلى السلطة في كابل.
في منطقة خيبر الحدودية، قُتل 11 عنصرًا أمنيًا تابعين للجيش الباكستاني، بينما لقي سبعة من رجال الشرطة مصرعهم في هجوم انتحاري استهدف أكاديمية لتدريب الشرطة في ديرا إسماعيل خان، تبعته اشتباكات مسلحة.
تفاصيل الهجوم
أفاد مسؤول في الشرطة المحلية بأن الهجوم على أكاديمية الشرطة أسفر عن مقتل سبعة من عناصر الشرطة وإصابة 13 آخرين، بالإضافة إلى مقتل ستة من المهاجمين.
وفي منطقة باجور، لقي خمسة أشخاص مصرعهم، بينهم ثلاثة مدنيين، في اشتباك منفصل، وفقًا لمسؤولين أمنيين.
تبني الهجمات
أعلنت حركة “طالبان” الباكستانية مسؤوليتها عن الهجمات في رسائل نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحركة منفصلة عن حركة “طالبان” الأفغانية، لكنها ترتبط بها بعلاقات وثيقة.
وقعت الهجمات بعد ساعات من اتهام حكومة “طالبان” في أفغانستان باكستان بانتهاك سيادة أراضيها، وذلك عقب سماع دوي انفجارين في العاصمة كابل.
اتهامات متبادلة
لم تعلن باكستان مسؤوليتها عن الانفجارات في كابل، لكنها أكدت حقها في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات المسلحة على الحدود.
أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الهجمات ووصفها بـ “الأعمال الجبانة”، مؤكدًا عزم بلاده على القضاء على الإرهاب.
دعم لوجستي
تتهم إسلام آباد أفغانستان بالتغاضي عن تحركات المسلحين الذين يستخدمون الأراضي الأفغانية لشن هجمات في باكستان، وهو ما تنفيه السلطات في كابل.
أفاد تقرير للأمم المتحدة بأن حركة “طالبان” الباكستانية تتلقى دعمًا لوجستيًا وعملياتيًا كبيرًا من حكومة “طالبان” في كابل.
تهديدات باكستانية
صرح وزير الدفاع الباكستاني بأن الجهود المبذولة لإقناع سلطات “طالبان” الأفغانية بالتوقف عن دعم حركة “طالبان” الباكستانية قد باءت بالفشل، مضيفًا: “لن نتسامح مع هذا الأمر بعد الآن”.
حذر الوزير من أن أي رد فعل قد يتسبب في أضرار جانبية، مؤكدًا أن صبر الحكومة والجيش الباكستانيين قد نفد.