الجمعة 11 أبريل 2025
spot_img

طائرة مسيّرة أميركية تتلقى الأوامر صوتياً

أعلنت شركة Primordial Labs عن نجاحها في تطوير طائرة مسيّرة صغيرة رباعية المراوح، قادرة على التحليق وتنفيذ أوامر صوتية مباشرة بدلاً من الحاجة إلى أدوات تحكم تقليدية. يعكس هذا الإنجاز ثورة مرتقبة في طريقة استخدامها في المجالات العسكرية وغيرها.

وصرح لي ريثولتز، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للشركة، خلال عرض تقديمي في حديقة محلية بمدينة ليسبورج بولاية فرجينيا، أن استخدام عصي التحكم لتحقيق توجيه فعال للطائرات المسيّرة يتطلب جهداً كبيراً. وأكد على الأهمية المتزايدة لتحسين التفاعل بين الإنسان وآليات التحكم في مثل هذه الطائرات، مشيراً إلى أن الطيار السابق جوردان دروس، الذي كان يتحدث إلى الطائرة عبر سماعة رأس، قد أطلق مجموعة من الأوامر المعقدة التي كانت تتطلب تقنيات تحكم تقليدية.

تكنولوجيا التحكم الصوتي

قام ريثولتز وشريكه أدريان بوب، اللذان يرجعان لأصول في شركة Lockheed Martin، بتأسيس Primordial Labs في عام 2021 بهدف حل التحديات الكبيرة في التفاعلات بين البشر وآلات القتال.

وأشار ريثولتز إلى أن تكنولوجيا الدفاع غالباً ما تعيد خلق المعوقات التي تهدف إلى معالجتها مثل الحمل المعرفي ومتطلبات التدريب. وقد عمل على تطوير برنامج Stalker XE ليعالج هذه المسألة، مؤكداً أن معظم العمليات الأرضية تواجه صعوبات كبيرة.

على الرغم من الاجتذاب العام للطائرات، أعرب عن استياء من برامج التحكم الأرضية، ومن هنا جاء دور برنامج Anura الذي يجسد الابتكار في استخدام الصوت كوسيلة للتحكم.

اللغة الطبيعية في التشغيل

كشف ريثولتز أن من بين أكبر التحديات التي تواجه واجهات الطائرات المسيّرة الحالية، هو التحميل الزائد على المتحكمين، حيث يهدف تطوير التكنولوجيا الحديثة إلى تعزيز التعاون بين الإنسان والآلة. وتتمثل ميزة Anura الرئيسية في استخدام “اللغة الطبيعية” لتعزيز التفاعل.

وأوضح أنه بينما تم إجراء محاولات سابقة لاستخدام الأوامر الصوتية، إلا أن تلك المبادرات فشلت بسبب تجاهل مفهوم اللغة الطبيعية. وقد أشار إلى أن النظام الحديث يتمكن من فهم التعبيرات المختلفة والتفاعل على أساسها.

وأضاف أن هناك حلقة تغذية راجعة بين الأنظمة وAnura مما يسهل الوعي بالمساحة القتالية في الوقت الفعلي. ويستطيع النظام تحليل الأوامر وفهم نوايا مستخدمه.

إدارة أسراب المسيّرات

تم تصميم برنامج Anura ليناسب التشغيل على أي منصة أو نظام. وفي العرض التقديمي، تم دمج البرنامج مع طائرات رباعية المراوح صغيرة من Skydio وTeal Drones، المنافسة في برامج الاستطلاع قصيرة المدى للجيش الأميركي.

رغم التركيز الأساسي للشركة على الطائرات المسّيرة العسكرية، فإن نطاق عملها قد توسع ليشمل تطبيقات أخرى. وقد تعاونت Primordial Labs مع المكتب التنفيذي لبرنامج أنظمة القتال البري لتجربة عدد من المنصات.

وتسعى الشركة لتعزيز شراكاتها مع العملاء الحكوميين ومصنعي المعدات الأصلية لدمج تقنيتها الجديدة. وتمتلك الشركة حالياً عقوداً مع أربع مكاتب تنفيذية وخمس شركات مصنعة تشمل منصات جوية وأرضية.

إلى جانب العمل مع المرشحين المحتملين لبرنامج الاستطلاع، تم دمج Anura أيضاً في الطائرة الصغيرة بدون طيّار Black Hornet، وهو نظام استشعار خاص بالجيش. وفي عام 2025، تخطط الشركة لتقديم ما لا يقل عن 8000 ترخيص Anura لدعم تجارب التشكيلات المتكاملة بين الإنسان والآلة في وحدات الجيش

كما أبدت Primordial Labs اهتماماً بالمشاركة في مشروع Convergence لعام 2024 وتقديم الدعم لتجربة المحارب الاستكشافي في أبريل. خلال العرض، أبرزت الشركة قدرتها على التحكم في عدة طائرات مسيّرة في نفس الوقت، وهو ما يمثل خطوة نوعية نحو السيطرة على أسراب كبيرة.

وبحسب ريثولتز، التحكم في سرب يضم ألف طائرة بدون طيّار يستدعي تكتيكات جديدة، حيث لن يمكن إدارة 1000 طائرة بواسطة 1000 شخص، مما يتطلب اعتماد واجهات أكثر فعالية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك