الثلاثاء 19 أغسطس 2025
spot_img

طائرات مسيرة جديدة تدعم تقدم روسيا في أوكرانيا

spot_img

تواصل القوات الروسية تحقيق تقدم ملحوظ في أوكرانيا، بدعم من طائرات مسيرة هجومية جديدة ومعززة بمميزات تتجاوز التشويش، حسب ما أفادت به صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية. وتشير البيانات إلى أن روسيا تمكنت من السيطرة على مساحات من الأراضي الأوكرانية خلال شهر مايو الماضي، بمعدل لم تشهده منذ نوفمبر 2024.

تأتي هذه التطورات على الرغم من تعثر محادثات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة، بسبب المطالب المتشددة التي يطرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

التقنية الجديدة للطائرات

يلعب نشر طراز متطور من الطائرات المسيرة، المزودة بأسلاك ألياف ضوئية دقيقة، دوراً رئيسياً في هذا التقدم. وزادت أعداد هذه الطائرات بشكل كبير منذ بداية العام، حيث إنها تتمتع بقدرة على مقاومة تشويش القوات الأوكرانية الذي لا يؤثر إلا على الأجهزة اللاسلكية.

وذكر قائد إحدى الوحدات الأوكرانية العاملة في شرق دونيتسك، أن القوات تواجه تحديات كبيرة. وأضاف: “تعتبر محظوظاً إذا تمكنت من القيادة لمسافة 5 كيلومترات فقط من خط الجبهة في ظل الظروف الحالية”. وأكد أن عناصر الوحدة يضطرون في بعض الأحيان للعبور لمسافة تصل إلى 15 كيلومتراً ليلاً للوصول إلى مواقعهم.

ومع ذلك، أشار القائد إلى أن القوات الأوكرانية تواصل الضغط على الجانب الآخر من الجبهة، حيث يتنافس الطرفان على السيطرة.

التكتيكات العسكرية الروسية

يشير المحلل العسكري روب لي من معهد أبحاث السياسات الخارجية، إلى أن الحملة العسكرية الصيفية الروسية تحمل مخاطر كبيرة لكلا الجانبين. ويرى أن الكثير يعتمد على الأداء العسكري الروسي هذا الصيف، حيث إن فشلها في تحقيق تقدم قد يفتح آفاق التفاوض لاحقاً.

وفيما يتعلق بالسيطرة الميدانية، حققت روسيا أكبر مكاسبها في منطقة سومي شمالي أوكرانيا، حيث تمكنت من السيطرة على مساحة 200 كيلومتر مربع بعد دفع القوات الأوكرانية خارج منطقة كورسك.

وعلى بُعد نحو 350 كيلومتراً إلى الجنوب، تم رصد مجموعة من الجنود الروس تصل إلى حدود منطقة دنيبروبيتروفسك، وهو ما لم يحدث منذ بداية الغزو في عام 2022، رغم نفي المسؤولين العسكريين الأوكرانيين لتأكيد هذا الأمر.

النقاط الساخنة

تعتبر بلدة كوستيانتينيفكا واحدة من النقاط الساخنة الجديدة على طول خط الجبهة الممتد لمسافة ألف كيلومتر، وهي تعد معقلاً حضرياً رئيسياً في الطريق نحو كراماتورسك، أكبر مدينة في منطقة دونيتسك تحت السيطرة الأوكرانية.

تتضمن مطالب بوتين الاستراتيجية السيطرة الكاملة على دونيتسك، وكذلك مناطق أخرى لا تزال القوات الروسية تحتل أجزاء منها فقط. وقد استهدفت الوحدات الروسية كوستيانتينيفكا من ثلاثة محاور، حيث تقدمت 10 كيلومترات نحو الغرب، وصارت حالياً على بُعد 12 كيلومتراً من المدينة.

قطع خطوط الإمداد

أسهمت هذه المكاسب في قطع شريان الإمداد الذي يربط كوستيانتينيفكا بمعقلها الآخر في مدينة بوكروفسك، مما زاد من المخاطر المحيطة بالقوات الأوكرانية في تلك المنطقة.

واعتماداً على الطائرات المسيّرة المجهزة بالمتفجرات، تمارس القوات الأوكرانية ضغوطاً متزايدة، رغم أن التقدم الروسي لا يزال بطيئاً ومكلفاً. كما تكيفت القوات الروسية، مستبدلة الدبابات البطيئة بالدراجات النارية والمشاة غير المجهزين، مما يسهل حركتهم في التضاريس الوعرة.

وعلق قائد وحدة الطائرات المسيرة على التكتيكات الجديدة قائلاً: “هذه هي الطريقة التي يقاتلون بها الآن، وأي شيء آخر أصبح استثناءً”.

وما زالت أوكرانيا تواجه تحديات في تجديد كتائبها على الجبهة، وهو مأزق تسعى القيادة الروسية لاستغلاله لتوسيع نطاق الهجمات وإضعاف خطوط الدفاع الأوكرانية.

في ظل عدم وجود احتمالات لانهيار الخطوط الأمامية في الساعات القادمة، يتوقع المحلل إيميل كاستيهلمي تزايد وتيرة التقدم الروسي. وأكد أن الإدارة الدقيقة للجنود الاحتياط هي عنصر أساسي لأوكرانيا هذا الصيف من حيث تحديد مواقعهم وطرق إدارتهم لتفادي الأزمات التي قد تتحول إلى كوارث.

اقرأ أيضا

اخترنا لك