ضم باحث بريطاني يهودي لجائزة نجيب محفوظ يثير جدلًا

جدل مستمر

تزامن الجدل مع تصاعد الأوضاع في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية التي بدأت بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023. ونتج عن ذلك هجوم إسرائيلي أسفر حتى اليوم عن مقتل حوالي 66 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية.

اتهامات بصلات استخباراتية

اتهم عدد من المثقفين كوهين بوجود صلات سابقة له مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، رغم نفي الجامعة الأمريكية ذلك. وقد أبرز الكاتب أحمد سراج تلك القضايا من خلال نشر معلومات عن كوهين، الذي عمل في “الأهرام ويكلي” في التسعينيات وسُرِّح من مصر عام 1994 لأسباب أمنية، مما أعاد إلى الأذهان الاتهامات بشأن علاقاته بالموساد الإسرائيلي.

انقسمت الآراء في الوسط الثقافي حول هذا الاختيار، حيث عارض الدكتور يوسف نوفل انضمام كوهين للجنة، قائلاً: “هل ضاقت الدنيا علينا لنضطر إلى يهودي في لجنة نجيب محفوظ؟”. بينما دافع الكاتب سيد محمود، عضو اللجنة، عن كوهين نافياً أي صلة له بالصهيونية، مؤكداً على خبرته الأدبية.

رد رسمي من الجامعة

في رد رسمي، أكدت الجامعة الأمريكية أن كوهين، الذي يقيم في القاهرة منذ عام 2006، يعمل مترجماً للنصوص العربية إلى الإنجليزية، وقد ترأس لجنة جائزة بانيبال للترجمة العربية-الإنجليزية في العام الماضي. وأوضحت أن الاختيار تم بناءً على خبرته الأدبية وليس على أساس جنسيته أو ديانته.

وقالت الجامعة إن اللجنة تضم مجموعة متنوعة من الأكاديميين والنقاد، بمن فيهم الدكتورة هدى الصدة رئيسة اللجنة والروائية مي التلمساني، حيث علّق حمور زيادة: “لم أفكر في ديانته، إنها معلومة غير مهمة”.

مسيرته المهنية

وصل رفائيل كوهين إلى القاهرة عام 1991 بتوصية من الملحق الثقافي البريطاني. واستمر عمله في “الأهرام ويكلي” حتى تم فصله لأسباب أمنية غير محددة، مما أثار تساؤلات حول علاقاته الاستخباراتية، رغم عدم توفر أدلة رسمية تدل على صلته بالصهيونية.

يُعتبر كوهين مترجماً أدبياً بارزاً ساهم في نقل التراث العربي، لكن الجدل حوله يتفاقم في ظل التوترات الإقليمية. وطرحت ابنة نجيب محفوظ، هدى، سؤالاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن رأي كوهين في ما يتعرض له المدنيون في غزة.

جائزة نجيب محفوظ

تأسست جائزة نجيب محفوظ، التي تُمنح لأفضل رواية عربية معاصرة غير مترجمة إلى الإنجليزية، عام 1996 من قبل الجامعة الأمريكية. تتضمن الجائزة مبلغ 5000 دولار نقداً وميدالية فضية، بالإضافة إلى ترجمة ونشر الرواية الفائزة عالمياً، وتُمنح سنوياً في 11 ديسمبر، ذكرى ميلاد الروائي المصري الفائز بجائزة نوبل في الأدب عام 1988.