تزايد الضغوط على المستشار الألماني فريدريش ميرتس، وسط مطالبات من داخل ائتلافه الحاكم باتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه إسرائيل، والانضمام إلى بيان دولي يستنكر “القتل الوحشي” للفلسطينيين.
غياب برلين الملحوظ
يتزعم ميرتس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وبينما تتزايد الانتقادات لإسرائيل، إلا أن غياب ألمانيا عن البيان المشترك الذي وقعه الاتحاد الأوروبي و28 دولة غربية أخرى كان لافتاً.
ضمّت قائمة الدول الموقعة على البيان كلاً من بريطانيا وفرنسا، حيث دعا البيان إسرائيل إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية.
استنكار دولي للمساعدات
أعربت الدول الموقعة على البيان المشترك عن استنكارها “للتدفق غير المنتظم للمساعدات” إلى قطاع غزة، واصفة مقتل أكثر من 800 مدني أثناء البحث عن المساعدات بأنه “أمر مروع”.
انتقادات داخلية حادة
عبّرت ريم العبلي-رادوفان، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية في حكومة ميرتس، عن استيائها من عدم توقيع ألمانيا على البيان، مؤكدة أن المطالب الموجهة للحكومة الإسرائيلية مفهومة، ومتمنية انضمام بلادها إلى هذه الإشارة.
العبلي-رادوفان عضو في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم.
تبريرات المستشار الألماني
في المقابل، دافع ميرتس عن موقف بلاده، مشيراً إلى أن المجلس الأوروبي أصدر إعلاناً مشتركاً “مطابقاً تقريباً في مضمونه” للرسالة التي وجهتها الدول الغربية.
تباين في اللهجة والمضمون
يُذكر أن بيان المجلس الأوروبي، الصادر في يونيو الماضي، انتقد الوضع الإنساني المتدهور في غزة، لكنه لم يكن بنفس القدر من الحدة أو الانتقاد المباشر لإسرائيل كما فعلت الرسالة الغربية.
كما تجنب بيان المجلس إدانة المخطط الإسرائيلي لنقل الفلسطينيين إلى ما يسمى “مدينة إنسانية”.
ميرتس ينفي الانقسامات
أكد ميرتس أنه كان من أوائل من انتقدوا الوضع في غزة بشكل واضح، نافياً وجود أي انقسامات داخل ائتلافه بشأن هذه القضية الحساسة.
أشار ميرتس إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأبلغه “بشكل واضح وصريح جداً” بعدم اتفاقهم مع سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه غزة.
سياسة ألمانية متحفظة
يأتي امتناع برلين عن التوقيع على البيان بعد أشهر من الحرص الألماني على الحد من انتقاداتها العلنية للإجراءات الإسرائيلية، مبررة ذلك بمسؤولية خاصة نابعة من إرث المحرقة النازية.
الدبلوماسية الهادئة
يرى المسؤولون الألمان أنهم يستطيعون تحقيق نتائج أفضل من خلال القنوات الدبلوماسية غير المعلنة، بدلاً من التصريحات العلنية التي قد تؤدي إلى تصعيد الموقف.
استضافة نتنياهو
يعتبر ميرتس من الزعماء الأوروبيين القلائل الذين عرضوا علناً استضافة نتنياهو، رغم مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
اتهامات متبادلة
تنفي إسرائيل صحة الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو، معتبرة إياها ذات دوافع سياسية، بينما تؤكد المحكمة الجنائية الدولية أن جميع الدول الموقعة على نظامها الأساسي ملزمة بإلقاء القبض على نتنياهو إذا دخل أراضيها.
شعار “لن يتكرر”
ينتقد معارضو نهج ميرتس، ومن بينهم شركاؤه في الائتلاف الحكومي، اعتبار إرث المحرقة ذريعة لتجاهل الجرائم الإسرائيلية، مؤكدين ضرورة تطبيق شعار “لن يتكرر ذلك أبداً” على الوضع في غزة.
دعوات لاتخاذ إجراءات
دعا عضوا البرلمان الألماني أديس أحمدوفيتش ورولف موتسينيش إلى انضمام برلين إلى البيان المشترك، مؤكدين أن الوضع في غزة كارثي.
طالب النائبان بضرورة مواجهة إسرائيل “بعواقب واضحة وفورية”، بما في ذلك تعليق الاتفاق الذي يحكم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ووقف تصدير الأسلحة التي تستخدم في انتهاك القانون الدولي.