تشهد جماعة الحوثي المدعومة من إيران حالة من الارتباك العميق، بعد تصاعد الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقعها العسكرية والأمنية ومخازن الأسلحة. فقد أكد معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، أن الجماعة فقدت نحو 30% من قدراتها العسكرية خلال الأسابيع الماضية.
استهداف القدرات العسكرية
وفي تصريحات خاصة لصحيفة «الشرق الأوسط»، قال الإرياني إن الضربات الأميركية الأخيرة كانت موجهة بشكل مباشر نحو القدرات العسكرية للحوثيين، مع التركيز على البنية التحتية المرتبطة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، التي كانت تُستخدم لتهديد حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
من جهة أخرى، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 15 مارس ببدء حملة عسكرية ضد الحوثيين، مؤكدًا استخدام “قوة مميتة” لتقويض قدراتهم، وذلك في إطار جهود واشنطن لضمان سلامة الملاحة والحد من تهديدات الجماعة.
غارات مكثفة
تشير التقارير الميدانية إلى أن الحوثيين تعرضوا لأكثر من 365 غارة جوية وضربة بحرية خلال الأسابيع الأربعة الماضية، استهدفت بشكل أساسي مواقع التخزين العسكري والمخابئ المحصنة في معاقل الجماعة بمحافظات صعدة وصنعاء وعمران والحديدة.
وأوضح الإرياني أن التقييمات تشير إلى انهيار كبير في القدرات العسكرية للجماعة، مبرزًا أن الرقم المتعلق بالخسائر العسكرية في ازدياد مع استمرار العمليات العسكرية. كما أعرب عن تفاؤله بمفاجآت سارة ستُثلج قلوب اليمنيين في الأسابيع المقبلة.
دعم عسكري أميركي فعال
وفي سياق متصل، أعلن ترمب أن الولايات المتحدة “دمرت قدرات الحوثيين”، مشيرًا إلى أن الجماعة عانت “أسابيع صعبة للغاية”، وأن الضغط الأميركي عليها قد يستمر. وقد أشار إلى نجاح الولايات المتحدة في القضاء على عدد كبير من قادة الحوثيين وخبرائهم.
وفى سياق مواز، اعتبر وزير الإعلام اليمني أن الضربات القوية الموجهة للحوثيين ساهمت في تقليص وتيرة عملياتهم الإرهابية، والحد من قدرتهم على تنفيذ هجمات واسعة النطاق، لكنَّه حذر من أن هذه الضغوط وحدها لا تكفي لإنهاء التهديد الحوثي، نظرًا لاستمرار الدعم الإيراني للجماعة.
سحب عناصر إيرانية
نقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن مصدر إيراني مسؤول أن بلاده أمرت بسحب عناصرها العسكرية من اليمن تجنبًا لمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، حيث تتزايد المخاوف في طهران من التصعيد مع الإدارة الأميركية.
وأكد الإرياني على أهمية استمرار الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية، وتعزيز الرقابة على مصادر تسليح الحوثيين، إلى جانب دعم القوات الشرعية لتتمكن من استعادة السيطرة على الأراضي اليمنية.
الهيكل القيادي للحوثيين
كما أشار الإرياني إلى أن الحوثيين واجهوا خسائر بشرية كبيرة في مستويات قيادية متعددة، إلا أنهم يتجنبون الإعلان عنها خوفًا من التأثير السلبي على معنويات مقاتليهم. وذكر أن الضغوط وضعت القيادة الحوثية في حالة من الارتباك والخوف، مما دفع العديد منهم للجوء إلى محافظات آمنة.
وزير الإعلام اليمني نبه إلى أن القيادة السياسية تراقب تطورات الأوضاع، مشيرًا إلى أن تركيزها يهدف إلى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، مع وعود بمفاجآت سارة في الأسابيع القادمة.
توحيد الصف الوطني
في هذا الإطار، دعا الإرياني إلى ضرورة توحيد الصف الوطني بين جميع القوى والمكونات اليمنية، مؤكدًا أن هذا التوجه يأتي في إطار جهود متواصلة من الرئيس الدكتور رشاد العليمي لتعزيز موقف واحد يركز على استعادة الدولة.
وأكد الوزير أن التباينات الداخلية التي تضعف صف الشرعية يجب أن تنتهي، حيث لاقت دعوته ترحيبًا من مختلف الفئات السياسية والاجتماعية التي أثنت على أهمية التعاون لاستعادة الدولة والتغلب على المصالح الحزبية الضيقة.
مستقبل واعد
واختتم الإرياني بالتأكيد على أن اليمن يمر بمرحلة حساسة، حيث ستظهر بوضوح القوى التي تدعم استعادة الدولة من تلك التي تسعى لإطالة أمد الحرب لمصالحها الخاصة. كما طمأن المواطنين بخصوص مستقبل أكثر إشراقًا بفضل الدعم الإقليمي والدولي، ما يساعد على تعزيز الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة.