كشف تقرير صادر عن صحيفة “فاينانشيال تايمز” بناءً على صور التقطتها الأقمار الاصطناعية، عن شروع الصين في إنشاء فئة جديدة من الأرصفة المتحركة. هذه الأرصفة تأتي في إطار جهود الصين لتعزيز قدرتها على إنزال القوات في تايوان، مما يُعتبر خطوة رئيسية تعكس استعدادها لتنفيذ هجوم محتمل في المستقبل.
تظهر الصور ست سفن تشبه الصنادل، وهي قوارب مصممة لنقل البضائع الثقيلة عبر الأنهار والقنوات، وتصمم خصيصاً لنقل المعدات العسكرية الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية إلى الأراضي الثابتة. يجري تطوير هذه الصنادل في حوض بناء السفن المملوك للدولة في جوانجتشو.
الصور تكشف عن وجود عدة أبراج تشبه أرجل منصات النفط البحرية، ما يشير إلى إمكانية تثبيتها في الطمي الساحلي. ويُعتقد أن أحد الأرصفة، الذي يحتوي على ثمانية أبراج، يبلغ طوله 183 متراً ويملك منحدراً بطول 128 متراً.
استعدادات الجيش الصيني
تتزامن هذه الخطوة مع محاولات الجيش الصيني لسد الفجوات في القدرات اللازمة لغزو تايوان، حيث تعتبر بكين تايوان جزءاً من أراضيها، وتُهدد بضمها بالقوة إذا استمرت المقاومة من جانب تايبيه.
وفقا لخبراء عسكريين، تواجه القوة الصينية تحديات كبيرة عند محاولتها التقدم عبر السهول الغربية لجزيرة تايوان، التي تتسم بكثافتها السكانية ووجود حقول الأرز والبرك. في الوقت نفسه، حذر المراقبون التايوانيون من أن القدرات الجديدة للجيش الصيني تتطلب ضرورة استهداف القوات قبل وصولها إلى الشواطئ.
قال مايكل داهم، الضابط السابق في الاستخبارات البحرية الأمريكية، إن هذه الأنظمة العائمة قد تكون عرضة لخطر كبير، حيث تستغرق وقتاً للتجميع، ولا تتمتع بالاستقرار المطلوب لمواجهة الرياح العاتية والأمواج.
التحديات أمام الغزو
وأكد داهم بأن التحديات التي واجهتها أمريكا مع رصيفها العائم في غزة، حيث انهار الهيكل بعد 20 يوماً بسبب الأمواج، تلقي بظلالها على إمكانية نجاح الجيش الصيني في استخدام هذه الأنظمة.
بينما يرى لين ينج يو، الأستاذ المساعد في جامعة تامكانج، أن على تايبيه الاستعداد لاستهداف السفن الهجومية الصينية الكبيرة ومقاتلاتها وقواتها المحمولة جواً.
يشير المحللون إلى أن غزو تايوان قد يكون واحداً من أصعب العمليات العسكرية، نظراً لتنوع التضاريس المعقدة التي تشمل الشواطئ المنحدرة والشعاب المرجانية. كما أن الساحل الغربي الطيني يمثّل تحدياً كبيراً، حيث يمكن أن تتعثر فيه المعدات الثقيلة.
استراتيجيات جديدة
سلط الباحثون العسكريون الصينيون الضوء على أهمية معدات الهبوط المستقرة، مشيرين إلى نقاط ضعف الأنظمة العائمة في الدراسات المنشورة في المجلات اللوجستية العسكرية.
معظم سواحل تايوان محاطة بجدران بحرية خرسانية، مما يجعل المعدات الثابتة مثل الصنادل الجديدة ضرورة لتجاوز هذه العقبات.
في خطوة معززة، أعلنت الصين الشهر الماضي عن سفينة هجومية برمائية هجينة جديدة، والتي تُعد الأكبر من نوعها بالعالم، وقد وُصفت بأنها “حاملة طائرات خفيفة”.
تتضمن الخطط العسكرية الصينية استهداف الموانئ والمطارات في حالة الغزو، مما يتيح إدخال عدد كبير من القوات والموارد. في حالة فشل هذه الخطط، سيتطلب الأمر وجود مئات الآلاف من الجنود للسيطرة على الجزيرة.
جدير بالذكر أن الجيش الصيني خلال تدريباته منذ عام 2020 قد جرب استخدام الأرصفة العائمة والجسور لتفريغ المركبات المدرعة وغيرها من المعدات من السفن.