أعلنت شركة “نورديك” السويدية عن تطوير نظام دفاعي مبتكر، عبارة عن صاروخ صغير بتكلفة زهيدة، قادر على اعتراض الطائرات المسيرة المعادية، وتحديداً تلك التي تحلق فوق البنية التحتية الحيوية كالمطارات، وذلك باستخدام تكنولوجيا “القوة الحركية”.
“كروغر 100”: حل فعال واقتصادي
يتميز صاروخ “كروغر 100” الاعتراضي، بأجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء، تتيح له تتبع الطائرات المسيرة المعادية وإسقاطها بسرعة عالية، مما يجعله آمناً للاستخدام في المناطق المدنية مقارنة بالصواريخ المتفجرة التقليدية.
وتبلغ التكلفة التقديرية لهذا النظام نحو 5000 دولار أمريكي فقط، أي ما يعادل 16 ألف مرة أقل من تكلفة طائرة مقاتلة حديثة، ما يجعله حلاً فعالاً من حيث التكلفة، لمواجهة تهديدات الطائرات المسيرة المتزايدة.
حماية المطارات والبنية التحتية الحيوية
يؤكد كارل روزاندر، الرئيس التنفيذي لشركة “نورديك”، على أهمية حماية الأماكن العامة من تهديدات الطائرات المسيرة، مشيراً إلى أن عمليات اقتحام المطارات الأخيرة، خير دليل على ضرورة وجود حلول دفاعية متطورة.
وأضاف روزاندر أن النظام الجديد لا يحتوي على رؤوس حربية أو متفجرات، ويعتمد على الطاقة الحركية لإسقاط الطائرات المسيرة، مما يجعله مثالياً للاستخدام في البيئات المدنية، وتجنب المخاطر المحتملة المرتبطة بالمتفجرات.
تصاعد تهديدات الطائرات المسيرة
يأتي هذا الإعلان في ظل تزايد المخاوف بشأن تهديدات الطائرات المسيرة، خاصة بعد سلسلة من الحوادث التي شهدتها مطارات أوروبية، حيث تم رصد طائرات مسيرة روسية مشتبه بها في الدنمارك، والنرويج، وألمانيا.
وتسعى دول الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل، لإيجاد حلول فعالة للدفاع عن مطاراتها وبنيتها التحتية الحيوية، مع الأخذ في الاعتبار عاملي السلامة والتكلفة.
“الناتو” يبحث عن حلول فعالة من حيث التكلفة
حذر مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، من أن استخدام صواريخ باهظة الثمن لاعتراض طائرات مسيرة رخيصة الثمن، يعتبر أمراً غير مقبول من الناحية الاقتصادية.
وتكمن أهمية نظام “كروغر 100” في قدرته على توفير حل دفاعي فعال واقتصادي، في الوقت الذي تبحث فيه دول “الناتو” عن بدائل أقل تكلفة، لمواجهة تهديدات الطائرات المسيرة.
تطبيقات محتملة في مناطق النزاع
بالإضافة إلى حماية البنية التحتية المدنية، يمكن استخدام نظام “كروغر 100” في مناطق النزاع، مثل أوكرانيا، حيث تشكل الطائرات المسيرة تهديداً مستمراً للقوات البرية والمعدات العسكرية.
ويسمح النظام للجنود بإسقاط الطائرات المسيرة المحملة بالقنابل، والتي يصعب تعطيلها أو إسقاطها بالطرق التقليدية، مما يوفر حماية إضافية للقوات في الميدان.
“جدار الطائرات المسيرة”: تحديات وعيوب
بالتوازي مع تطوير أنظمة دفاعية فردية، يدرس قادة الاتحاد الأوروبي أيضاً، بناء ما يسمى “جدار الطائرات المسيرة”، وهو عبارة عن شبكة من الرادارات والدفاعات الجوية، تنتشر على طول الحدود الشرقية لأوروبا.
ويرى الخبراء أن “جدار الطائرات المسيرة” قد يكون مكلفاً للغاية، ولن يمنع سوى عمليات التوغل التي تنطلق من الأراضي الروسية أو البيلاروسية، في حين أنه لن يكون فعالاً ضد الطائرات المسيرة التي يتم إطلاقها من داخل حدود الاتحاد الأوروبي.