صنعاء تحت وطأة الغارات: مشاهد مرعبة وروائح بارود تعم الأحياء السكنية
شهدت صنعاء موجة غارات عنيفة هزت أرجاء المدينة، خلفت دمارًا واسعًا، وتسببت في سقوط ضحايا، وسط حالة من الذعر بين السكان، الذين وصفوا الوضع بـ”المرعب”، مؤكدين أنهم لم يشهدوا مثل هذه الضربات من قبل.
صدى الغارات العنيفة
أكد شهود عيان أن الغارات طالت مناطق عدة في صنعاء، بما في ذلك جنوب وغرب وشمال ووسط المدينة، وأن قوة الانفجارات أدت إلى اهتزاز المنازل وتصاعد الغبار الذي غطى الأحياء المكتظة بالسكان.
“البيوت دُفنت بالغبار والتراب، ورائحة البارود استنشقها سكان الحي بالكامل، وهي المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذه الغارات”، هكذا وصف أحد السكان الوضع، بينما كان يبحث عن أحد أقاربه وسط حالة من الهلع.
مشاهد مروعة في الأحياء السكنية
وصف أحد السكان مشاهد مروعة، قائلاً: “القصف استهدف مكانًا قريبًا من منزلنا في حي الرقاص المكتظ بالسكان، وخرجت أجري من دون وعي والغبار يغطي الحي بالكامل، وأثناء مروري في الشارع واجهت عشرات النساء والأطفال ملطخين بالدماء”.
وأشار إلى أن الضربات استهدفت منزلًا ملاصقًا لمنزل أقاربه بجوار مدرسة للبنات، كان مستأجرًا سابقًا من قبل أجانب.
المستشفيات تستغيث
أطلقت المستشفيات في صنعاء نداءات استغاثة للتبرع بالدم، بسبب الأعداد الكبيرة من المصابين، كما ناشدت الأطباء القدوم إلى المستشفيات للمساعدة في تقديم الرعاية الطبية العاجلة.
وأكدت مصادر طبية في “مستشفى الرباط” الخاص أن العاملين غير قادرين على تلبية جميع الاحتياجات المتزايدة.
استهداف مواقع حساسة
قال سكان محليون إن الغارات استهدفت مبنى في منطقة حدة بالقرب من شارع إيران، بالإضافة إلى بوابة المجمع الرئاسي في منطقة ميدان السبعين، ما أدى إلى إغلاق المناطق المستهدفة من قبل الحوثيين.
ولم تتضح بعد أسباب استهداف هذه المواقع، وما إذا كانت هناك خسائر بشرية.
استهداف مباني المخابرات
أفادت مصادر بأن الغارات استهدفت مبنى جهاز الأمن السياسي (المخابرات حاليًا) في الحي السياسي وسط صنعاء، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل وتضرر المباني المجاورة.
وذكرت المصادر أن طفلين قتلا وأصيب ثالث، لكن لم يُعرف مصير السجناء في المبنى. كما أشارت المصادر إلى استهداف سجن آخر للمخابرات في حي الأعناب شمال صنعاء، كان الحوثيون قد أخلوه في اليوم السابق.
رواية الحوثيين
اكتفت وسائل إعلام الحوثيين بالحديث عن فشل مخطط لإخراج المعتقلين من خلال استهداف مقار لجهاز المخابرات.
في المقابل، ذكر سكان في مدينة صنعاء القديمة أن الغارات طالت أيضًا مبنى جهاز الأمن القومي سابقًا، الذي قام الحوثيون بدمجه مع جهاز الأمن السياسي في جهاز واحد عام 2019.
خسائر بشرية متزايدة
أعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين عن ارتفاع عدد القتلى إلى تسعة أشخاص، بينهم أربعة أطفال وامرأتان، وإصابة 174 آخرين، بينهم 59 طفلاً و35 امرأة.
وأشارت الوزارة إلى أن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ضحايا تحت الأنقاض.
حملة اعتقالات واسعة
بالتزامن مع الغارات، نفذت أجهزة مخابرات الحوثيين حملة اعتقالات واسعة استهدفت المحتفلين بذكرى ثورة “26 سبتمبر” التي أطاحت بنظام حكم أسلاف الجماعة.
وطالت الاعتقالات محامين ونشطاء في محافظات عدة، رغم التحدي الذي أبداه السكان بمواصلة الاحتفالات.