مغارة على بابا.. هذا أقل ما يمكن أن تُوصف به قارة أفريقيا الغنية بكنوزها ومواردها الطبيعية النادرة، وخاصة الألماس الذي يتصدر إنتاجها منه السوق العالمي، فمن بين أكبر 10 دول منتجة للألماس تتواجد 8 دول إفريقية، وفي مقدمة هذه الدول تتصدر “بوتسوانا” المشهد كأكبر منتج للألماس في إفريقيا وثاني أكبر منتج له عالميًا بعد روسيا.
ويحتفظ الألماس الإفريقي بمكانته الفريدة والمميزة في الأسواق العالمية متفوقًا على منافسيه بفضل جودته العالية وتاريخه العريق، فمنذ اكتشاف الألماس في جنوب إفريقيا في أواخر القرن التاسع عشر باتت القارة السمراء مركزًا مهمًا للألماس الذي يتم استخراجه من باطن الأراضي الأفريقية بكميات هائلة وبجودة عالية.
ويعد الألماس واحدا من الثروات العديدة والهائلة الموجودة في باطن الأراضي الإفريقية، والتي يتم استغلاها وتحاول العديد من الدول السيطرة والهيمنة عليها، وكن قد أشرنا إلى بعض من هذه الثروات في تقارير سابقة بعنوان: حرب المعادن الحيوية.. الصين تفرض السيطرة على أمريكا والغرب و التنقيب عن الذهب في موريتانيا.. ثراء يبحث عنه 200 ألف شخص.
بوتسوانا تتصدر إفريقيا
تُعد دولة بوتسوانا الواقعة في جنوب أفريقا -والتي لا يتجاوز عدد سكانها 2.6 مليون نسمة- واحدة من القوى الكبرى في صناعة الألماس، ليس فقط في إفريقيا وإنما على مستوى العالم، إذ تحتل بوتسوانا المركز الثاني عالميًا بعد روسيا في إنتاج الألماس، حيث تنتج أكثر من 24 مليون قيراط سنويًا.
وعلى عكس العديد من الدول الإفريقية الأخرى، استطاعت بوتسوانا إدارة هذه الصناعة والتحكم في مواردها بشكل فعال ما جعلها تسيطر على قطاع الألماس ليصبح مصدرا رئيسيا لدخل الدولة والمواطنين، ويُعتبر ألماس بوتسوانا ضمن الأعلى قيمةً في العالم بفضل صفاء وجودة الأحجار الكريمة التي تُستخرج من باطن الأرض.
صناعة الألماس في العالم
الكثير يتساءل عن من اين يتم استخراج الالماس؟.. وفقًا لبيانات عام 2022 الصادرة عن المنظمة الأميركية “كيمبرلي بروسيس“، تتصدر روسيا قائمة الدول المنتجة للألماس عالميًا بإنتاجها قرابة ثلث الإنتاج العالمي بما يبلغ 41.92 مليون قيراط سنويًا، تليها بوتسوانا بإنتاج 24.75 مليون قيراط فيما تحتل كندا المركز الثالث بـ16.24 مليون قيراط.
وتأتي جمهورية الكونغو الديمقراطية في المرتبة الرابعة ضمن قائمة الدول المنتجة للألماس بإنتاج يبلغ 9.9 ملايين قيراط، ثم جنوب إفريقيا بـ9.66 ملايين قيراط، وأنغولا 8.76 ملايين قيراط، وزيمبابوي 4.46 ملايين قيراط، وناميبيا 2.05 مليون قيراط، بينما تنتج ليسوتو 727 ألفًا و737 قيراطًا وسيراليون 668 ألفًا و970 قيراطًا.
قائمة أكبر 10 دول منتجة للألماس في العالم:
الترتيب عام 2022 | الدولة | إنتاج الألماس (قيراط/سنة) |
1 | روسيا | 41.92 مليون |
2 | بوتسوانا | 24.75 مليون |
3 | كندا | 16.24 مليون |
4 | الكونغو الديمقراطية | 9.9 ملايين |
5 | جنوب إفريقيا | 9.66 ملايين |
6 | أنغولا | 8.76 ملايين |
7 | زيمبابوي | 4.46 ملايين |
8 | ناميبيا | 2.05 مليون |
9 | ليسوتو | 727 ألفا و737 |
10 | سيراليون | 668 ألفا و970 |
وتشمل قائمة الدول المنتجة للألماس في العالم دولة تنزانيا التي تسجل إنتاجًا يبلغ 375 ألفًا و533 قيراطًا، والبرازيل بـ158 ألفًا و420 قيراطًا، وغينيا بـ128 ألفًا و771 قيراطًا، وجمهورية إفريقيا الوسطى 118 ألفًا و44 قيراطًا، وغويانا بـ83 ألفًا و382 قيراطًا، وغانا بـ82 ألفًا و500 قيراط.
في حين تنتج ليبيريا 52 ألفًا و165 قيراطًا، وساحل العاج والكونغو برازافيل تأتيان في نفس المرتبة بإنتاج قدره 3.904 قراريط لكل منهما، بينما تنتج الكاميرون 2.431 قيراطًا، وفنزويلا 1.665 قيراطًا، وأخيرًا مالي بإنتاج محدود قدره 92 قيراطًا.
17 دولة إفريقية تنتج الألماس من بين 22 فقط
وتضم إفريقيا 8 دول من أكبر 10 منتجين للألماس عالمياً، في حين يبلغ إجمالي عدد الدول الإفريقية المنتجة للألماس 17 دولة من بين 22 دولة فقط، وهو ما يؤكد أهمية القارة في صناعة الألماس، حيث تعد مركزا رئيسيا لتلبية احتياجات السوق العالمية.
المؤسف أن كميات كبيرة من إنتاج الألماس في أفريقيا يتم استخراجه وتهريبه بعيدا عن أعين الرقابة الرسمية خارج الإطار القانوني، ما يُعقّد إمكانية الحصول على أرقام دقيقة، ويساهم في انتشار الفساد واحتكار الثروات ويحد من استفادة شعوب الكثير من هذه الدول من عائدات الألماس، الأمر الذي يستدعي ضرورة تعزيز الشفافية والرقابة في قطاع الألماس بإفريقيا.
احتياطي الألماس في بوتسوانا
وتُقدّر احتياطيات بوتسوانا من الألماس بحوالي 310 ملايين قيراط، على عكس العديد من الدول الإفريقية الأخرى، وبفضل إدارة قطاع الألماس في بوتسوانا بشكل متميز من قبل الحكومة تعود هذه الصناعة بفوائد كبيرة على السكان، حيث اشترطت الحكومة على شركة “دي بيرز” الجنوب أفريقية والتي تتبع العملاقة الأميركية “أنجلو” إنشاء وحدات لاستخراج وتقطيع الألماس داخل البلاد، الأمر الذي يعزز من قيمة الألماس البوتسواني عالميًا.
الكونغو.. الإنتاج غير الرسمي للألماس
تأتي جمهورية الكونغو الديمقراطية في المركز الرابع عالميًا والثاني إفريقيًا في إنتاج الألماس، ويعتمد أكثر من نصف مليون شخص على القطاع غير الرسمي في استخراج ما يصل في بعض السنوات إلى 16 مليون قيراط، ما يحقق إيرادات سنوية تقدر بـ135 مليون دولار، إلا أن غالبية الإنتاج يتم بطرق غير رسمية.
جنوب إفريقيا.. منتجًا تاريخيًا للألماس
تُعتبر جنوب إفريقيا منتجًا تاريخيًا للألماس، حيث بدأ استخراج هذا المعدن منها قبل 150 عامًا، وبحسب بيانات عام 2022 بلغ انتاجها 9.66 ملايين قيراط في هذا العام، وقد ظهرت بها اكتشافات جديدة قد ترفع من إنتاجها المستقبلي، وتولي حكومة جنوب أفريقيا اهتمامًا كبيرًا بصناعة الألماس الحديثة، مما يعزز من مكانتها في السوق العالمية.
الفرق بين الدول
في الوقت الذي تحقق فيه بوتسوانا استفادة كبيرة من مواردها الطبيعية، تعاني بعض الدول الإفريقية الأخرى من الفساد واحتكار الثروات، فالكونغو على سبيل المثال تعتمد على القطاع غير الرسمي في استخراج الألماس، حيث يعمل أكثر من نصف مليون شخص في هذا القطاع دون تنظيم حكومي فعّال، ورغم أن الكونغو تحتل المركز الثاني إفريقيًا في إنتاج الألماس إلا أن الفوائد الاقتصادية المباشرة على السكان محدودة.
الأمر الذي دعا الخبراء إلى التأكيد على ضرورة تعزيز الشفافية في قطاع الألماس الإفريقي، لأن هناك جهات نافذة تعمل بعيدًا عن رقابة الدول، ما يستدعي أن تتخذ الحكومات إجراءات لتحسين الرقابة وتنظيم القطاع لضمان استفادة أكبر للشعوب المحلية.
الألماس الصناعي
مع التقدم التكنولوجي باتت الأحجار الكريمة المصنعة في المختبرات تمثل تحديًا كبيرًا للألماس الطبيعي، إذ تعتمد هذه الأحجار على تقنيات متطورة تحقق جودة تنافسية، ولكن رغم ذلك يبقى الألماس الإفريقي الأعلى سعرًا والأكثر قيمة نظرًا لجودته العالية.