spot_img
الأربعاء 17 ديسمبر 2025
19.4 C
Cairo

صدمة أكتوبر 2023 تفوق إخفاقات “يوم الغفران”

spot_img

أفادت منصة “20il” الإخبارية الإسرائيلية أن رئيسة الوزراء الراحلة غولدا مائير تبقى واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ إسرائيل، حيث ترتبط بواحد من أكبر إخفاقاتها الأمنية في مواجهة مصر.

إخفاقات تاريخية

أشارت التقارير إلى أن اسم غولدا مائير لا يزال مرتبطًا بشكل وثيق بحرب يوم الغفران (6 أكتوبر 1973)، وهو حدث ترك “جرحًا عميقًا” في الذاكرة الوطنية الإسرائيلية.

ومع مرور 7 أكتوبر 2023، اليوم الذي شهد أسوأ ضربة أمنية إسرائيلية منذ تأسيس الدولة، عادت المقارنات مع يوم الغفران، ولكن هذه المرة مع شعور أقوى بالقلق والتشاؤم.

حياة مائير ومسيرتها السياسية

وُلدت غولدا مائير عام 1898 في كييف وعاشت طفولتها تحت ضغوط يهودية شديدة. هاجرت إلى ميلووكي الأمريكية مع عائلتها، وانتقلت إلى فلسطين عام 1921 برفقة زوجها، مدفوعة برغبتها في بناء وطن لليهود.

سارعت مائير في الانخراط في الحياة العامة، حيث بدأت من الزراعة في الكيبوتس، مرورًا بتنظيم حركة النساء، وتبوأت مناصب قيادية في الهستدروت وجمعت التمويل لدعم يهود أوروبا والمؤسسات الصهيونية.

مناصب وإجراءات متخذة

تميزت مائير بالانضباط الذاتي العالي، وحضور قوي، وقدرة تنظيمية استثنائية، مما جعلها تتقدم في صفوف القيادة لتصبح:

  • سفيرة إسرائيل في موسكو (1948).
  • وزيرة العمل (1949–1956).
  • وزيرة الخارجية (1956–1966).
  • ثم رابع رئيسة وزراء لإسرائيل عام 1969.

أثناء حكمها، اتبعت مائير سياسة “الخط الصارم” تجاه مصر وسوريا، ورفضت مبادرات دولية للانسحاب الأحادي من الأراضي المحتلة.

أسباب الفشل الأمني

ورغم أنها اعتُبرت ممثلة لجيل القادة الأوائل من حزب “مباي”، إلا أن قيادتها كانت تعتمد على دائرة ضيقة من المقربين، مما أدى لجمود فكري لم يتناسب مع التحولات الإقليمية السريعة في أوائل السبعينيات.

على الرغم من التحذيرات الواضحة من الاستخبارات، اندلعت حرب أكتوبر 1973 بسبب اعتماد القيادة الإسرائيلية على ما يعرف بـ”الكونسيبتسيا”، وهو مفهوم استخباراتي يفترض أن مصر وسوريا لا ترغبان في الحرب.

صدمة 2023 وتداعياتها

واصل التقرير الإشارة إلى أن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 كان أكثر صدمة من يوم الغفران، حيث اخترق الآلاف أكثر من 20 مستوطنة وموقعًا عسكريًا، وأسفر عن مقتل 1163 إسرائيليًا، وخطف 251 شخصًا إلى غزة.

كما كشف الحدث عن فشل ذريع في غرف القيادة الإسرائيلية، مما يعكس فشلاً نظاميًا مماثلاً لعام 1973، على الرغم من اختلاف طبيعة العدو.

نقاط التشابه بين الحالتين

تُظهر المقارنات الجوهرية بين عامي 1973 و2023 وجود خمس نقاط مشابهة، تتلخص في:

  1. الثقة الزائدة: “لن يهاجموا” في 1973 مقابل “الجدار الذكي لا يُخترق” في 2023.
  2. تحذيرات تم تجاهلها: استخبارات استراتيجية واضحة مقابل مؤشرات ميدانية مُغفلة.
  3. افتراضات خاطئة: الاعتقاد بأن العدو يريد الهدوء في كلا الحالتين.
  4. تقليص القدرات: تجنب تعبئة الاحتياطيات مقابل الاعتماد على التكنولوجيا بدلًا من البشر.
  5. صدمة وطنية: أزمة ثقة عميقة بالنظام في كلتا الحالتين.

استنتاجات وخاتمة

أكدت “20il” أن اختلاف طبيعة العدو لا يغير المعادلة المتكررة: الثقة الزائدة + إهمال المؤشرات = مفاجأة كارثية. وقد نجح كل من مصر وسوريا عام 1973 وحماس في 2023 في تحديد “نقاط العمى” لدى إسرائيل واستغلالها.

تمت الإشارة إلى بعض مقولات مائير الشهيرة، مثل “التشاؤم رفاهية لا يستطيع يهودي أن يسمح لنفسه بها”، ليختتم التقرير بتساؤل عما إذا كانت تل أبيب ستستطيع قراءة التحذيرات في وقتها هذه المرة، قبل أن تُسلط السكين على رقابهم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك