تسعى مجموعة من أكثر من 100 شخصية بارزة في مجالات الفن والرياضة والموسيقى والنشاط الحقوقي، إلى الضغط على رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لتجميد مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك في ظل تزايد المخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
حملة دعم واسعة
ووفقًا لتقرير حصري لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فإن الحملة التي تقودها منظمة «تشوز لَف (Choose Love)» الخيرية، قد حصلت على تأييد عدد من الأسماء اللامعة، من بينها الممثلة الحائزة على الأوسكار جودي دينش، والناشطة ملالا يوسفزي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والممثل الأميركي ستانلي توتشي. وقد دعت الرسالة الموجهة إلى ستارمر، إلى «إنهاء تواطؤ المملكة المتحدة في الفظائع الجارية في غزة».
يأتي هذا التحرك بعد ثلاثة أسابيع من تنظيم فعالية مؤثرة أمام البرلمان البريطاني، حيث قرأ عدد من الفنانين والنشطاء أسماء الأطفال الذين لقوا حتفهم في غزة منذ بدء الحرب. ورغم الظرف الرمزي القوي الذي عكسته هذه الفعالية، أشار المنظمون إلى أنه «لم يحدث أي تغيير» مما دفعهم إلى توسيع المبادرة وجمع المزيد من التوقيعات.
نداء عاجل إلى الحكومة البريطانية
وتطالب الرسالة بإجراء خطوات عاجلة من قبل رئيس الوزراء لإنهاء تواطؤ بريطانيا في المعاناة الإنسانية المستمرة، حيث جاء فيها: «يعاني الأطفال من الجوع بينما تبقى المساعدات بعيداً، محجوبة بفعل القيود الإسرائيلية».
تستند الرسالة إلى إحصائيات مقلقة، تفيد بأن أكثر من 15 ألف طفل قُتلوا في غزة، وأن 71 ألف طفل دون سن الرابعة يعانون من سوء تغذية حاد. كما أضافت: «العنف المدعوم بأسلحة بريطانية الصنع قد يفضي إلى إبادة عائلات بأكملها في ثوانٍ».
مزيد من التأييد للحملة
وقد انضم مزيد من الشخصيات الشهيرة إلى الحملة، مثل الممثلة فلورنس بوغ، والنجم نكوتي جاتوا، والمغني باولو نوتيني، إلى جانب عدد من أعضاء فرقة «ليتل ميكس»، والإعلامية فيرن كوتون، وممثلة «هاري بوتر» بوني رايت، ولاعب الرغبي كريس روبشو، والكاتب مايكل روزن. وكانت الدفعة الأولى من التوقيعات قد شملت أسماء بارزة مثل دوا ليبا وغاري لينيكر والممثل بنديكت كامبرباتش.
تصريحات منظمة «تشوز لَف»
أكدت جوسي نوتون، الشريكة المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة «تشوز لَف»، أن «الصمت لم يعد خيارًا بينما الأطفال يُقتلون والعائلات تُجوّع». وأضافت: «استغرق الأمر منا 18 ساعة لقراءة أسماء أكثر من 15 ألف طفل قُتلوا في غزة. كل طفل كان يمثل عالماً خاصاً لعائلته».
ودعت إلى تعليق كامل لصادرات الأسلحة البريطانية وضمان مرور المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن ما تم فعله حتى الآن لن يكون كافيًا.
رد الحكومة البريطانية
من جانبه، أشار متحدث باسم الحكومة البريطانية إلى أن لندن «تعارض بشدة أي تصعيد عسكري في غزة»، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف العمليات والسماح بدخول المساعدات فورًا وبلا شروط. واعتبر أن حرمان المدنيين من الأساسيات يعد أمرًا غير مقبول، مشيرًا إلى أن الحكومة قد أوقفت بعض تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وأوضح المتحدث أن بريطانيا ستواصل رفض منح تراخيص تصدير لأي معدات يمكن استخدامها في النزاع، ودعا جميع الأطراف للاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار.
السياق السياسي الراهن
تأتي هذه المطالبات في وقت تشهد فيه الحكومة البريطانية انتقادات متزايدة بشأن سياستها تجاه الحرب في غزة. ورغم تعليق نحو 30 ترخيص تصدير منذ سبتمبر، فقد أظهرت بيانات حكومية أن لندن وافقت على تصدير معدات عسكرية للإسرائيليين بقيمة تزيد على 127 مليون جنيه إسترليني خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2024.
في السياق ذاته، وصف ستارمر العمليات الإسرائيلية بأنها «مروعة وغير قابلة للتحمل»، لكنه لم يصفها بـ”الإبادة الجماعية» كما تطالب أصوات من داخل حزب العمال.
يذكر أن المملكة المتحدة فرضت مؤخرًا عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بسبب تصريحات اعتبرت تحريضًا على العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، وشملت العقوبات حظر دخولهما البلاد وتجميد أصولهما.