أجرت تايوان مؤخراً أول تدريب شامل لمحاكاة التصعيد العسكري المحتمل مع الصين، في خطوة تعكس تصاعد التهديدات العسكرية من بكين. وقد شملت هذه المناورات مشاركة واسعة من الوكالات الحكومية المركزية والمحلية والجماعات المدنية، وذلك في إطار الاستعدادات المستمرة لمواجهة التحديات الأمنية.
تدريب الحكومة
وأكدت مصادر مطلعة أن التدريب، الذي استمر ثلاث ساعات، تم برعاية المكتب الرئاسي، حيث يحاكي سيناريوهات تتعلق باستراتيجيات “المنطقة الرمادية” التي تتبناها الصين. وتتضمن هذه الأنشطة جوانب جيوسياسية واقتصادية وعسكرية، فضلاً عن عمليات حربية سيبرانية، في ظل المناخ العسكري المتوتر حول الجزيرة.
ووفقًا لمسؤول أمني في تايوان، يهدف التدريب إلى اختبار قدرة الحكومة والمجتمع المدني على التعامل مع سيناريوهات الطوارئ والتصعيد المفاجئ، عندما تكون الجزيرة على حافة الصراع.
دبابات أبرامز الأميركية
على صعيد آخر، احتفلت تايوان بوصول 38 دبابة من طراز أبرامز الأميركية، التي اعتبرتها “أعظم آلة حرب في العالم”. ومع ذلك، جاء هذا الوصول متأخرًا عامين عن الجدول الزمني المحدد سلفًا بموجب اتفاقية وقعت في يونيو 2019.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أشارت إلى أن تايوان انتظرت فترة طويلة للحصول على أول دفعة من صفقة 108 دبابات، وهو ما يسلط الضوء على التحديات اللوجستية التي تواجه صناعة الدفاع الأميركية، إضافة إلى التأثيرات الناتجة عن جائحة فيروس كورونا والصراعات العالمية الحالية.
كان من المفترض أن يتلقى الجيش التايواني تلك الدبابات في 2022، لتحل محل دبابات باتون القديمة التي كانت تعتمد عليها لعدة عقود. وقد أُعيد تقييم الجدول الزمني بسبب الظروف العالمية الضاغطة.
المناورات الصينية المتزايدة
في 9 ديسمبر، أعلن الجيش التايواني عن تأسيس مركز للاستجابة في حالات الطوارئ ورفع مستوى التأهب، نظرًا لارتفاع أنشطة الصين العسكرية بالقرب من تايوان، بما في ذلك إرسال قوات بحرية وقوارب خفر السواحل إلى المياه الطافية حول الجزيرة.
منذ تولي رئيس الوزراء لاي تشينج تي رئاسة الحكومة، أجرت الصين جولتين من التدريبات العسكرية الكبرى حول تايوان لتعزيز الضغط على تايبيه. وكانت المناورات الأخيرة في أكتوبر تهدف إلى توجيه تحذير للاحتجاج على السياسات الانفصالية التي تتبناها الجزيرة، وهو ما يعكس توتر العلاقات بين الطرفين.
تعتبر بكين تايوان جزءاً من أراضيها، ولم تستبعد إمكانية استخدام القوة للسيطرة عليها، احتجاجاً على المساعدات العسكرية الأمريكية التي تُعدّ تدخلاً في شؤونها السيادية. وتعتزم الصين اتخاذ “كافة التدابير اللازمة” لحماية سيادتها، كاشفةً أن تايوان تمثل “خطًا أحمر” في العلاقات الصينية الأميركية.