الإثنين 8 ديسمبر 2025
spot_img

“سي آي إيه”: تاريخ مظلم من التدخلات في أمريكا اللاتينية

spot_img

واشنطن تمنح “CIA” تفويضًا سريًا في فنزويلا لتنفيذ عمليات سرية ضد الرئيس نيكولاس مادورو، في خطوة تصعيدية تعيد إلى الأذهان تاريخ الوكالة المثير للجدل في أمريكا اللاتينية. القرار يثير تساؤلات حول دور واشنطن في المنطقة.

تاريخ التدخل الأمريكي

الولايات المتحدة تمتلك تاريخًا طويلًا من التدخل في شؤون أمريكا اللاتينية، بدءًا من الحروب والغزوات وصولًا إلى العمليات السرية التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية. هذا التدخل يثير ردود فعل متباينة في المنطقة.

خلال معظم القرن العشرين، لعبت وكالة الاستخبارات المركزية دورًا محوريًا في تنفيذ التدخلات الأمريكية في المنطقة. تضمنت هذه التدخلات انقلابات ومحاولات اغتيال.

“CIA” وعمليات سرية

قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بمنح الوكالة تفويضًا سريًا يأتي بعد عقود من انتهاء الحرب الباردة، مما يثير مخاوف بشأن تكرار سيناريوهات الماضي. فنزويلا تواجه أزمة سياسية واقتصادية متصاعدة.

هذا القرار يُذكر بعمليات الـ”CIA” السابقة، بما في ذلك الانقلابات ومحاولات الاغتيال ودعم قوات “الكونترا”. نيكولاس مادورو يواجه ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة.

انقلاب غواتيمالا 1954

في عام 1954، أُطيح بالرئيس الغواتيمالي المنتخب ديمقراطيًا خاكوبو آربينز غوزمان. إدارة الرئيس دوايت آيزنهاور وصفت الحدث بأنه “انتفاضة ضد حكومة شيوعية”.

الوثائق كشفت لاحقًا أن الـ”CIA” كانت وراء الانقلاب، وقامت بإعداد قوائم اغتيال وتجنيد منفيين. دوايت أيزنهاور وافق على تزويد المتمردين بطائرات قاذفة.

شركة الفواكه المتحدة

آربينز أغضب شركة “الفواكه المتحدة” بعد محاولة حكومته مصادرة الأراضي غير المستغلة. الخطة كانت جزءًا من إصلاح زراعي، مع تعويض الشركة بالقيمة التي أعلنتها للأغراض الضريبية.

الانقلاب أدى إلى ثلاثة عقود من الحرب الأهلية في غواتيمالا، ونتج عنه مقتل 150 ألف شخص واختفاء 50 ألفًا آخرين قسرًا. الكنيسة الكاثوليكية قدرت أن 80% من الضحايا سقطوا على يد القوات الحكومية.

غزو خليج الخنازير

بعد وصول فيدل كاسترو إلى السلطة عام 1959، تدهورت العلاقات الكوبية مع واشنطن بسرعة. الـ”CIA” بدأت تخطط لغزو، وساعدت في تدريب وتسليح قوة من المنفيين الكوبيين.

في أبريل 1961، نفذت الوكالة “غزو خليج الخنازير”. الهدف كان إسقاط حكومة كاسترو الشيوعية، بمشاركة طيارين من الـ”CIA” يقصفون جزءًا من سلاح الجو الكوبي.

إخفاق استخباراتي

نحو 1500 منفي كوبي أُنزلوا على الجزيرة، وكانوا أقل عددًا وتسليحًا. الجيش الكوبي هزمهم سريعًا وأسر نحو 1200 منهم.

تقرير مطول كشف أن معظم ضباط الـ”CIA” المشاركين لم يتحدثوا الإسبانية. العملية كانت “معقدة وغريبة التنظيم”، مع فرص ضئيلة للنجاح.

محاولات الاغتيال

وفقًا لتقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1975، نفذت الـ”CIA” ما لا يقل عن ثماني محاولات لاغتيال كاسترو. الخطط تنوعت بين السموم والأدوات الغريبة.

تضمنت الخطط إرسال حبوب سامة إلى كوبا، وتزويد معارض كوبي بقلم مسموم. كما تضمنت تجربة سيجار محشو بسم البوتولينوم وقوقعة بحرية مفخخة.

تدخلات أخرى

عميل من الـ”CIA” ساعد وحدة من الجيش البوليفي في القبض على تشي غيفارا عام 1967، في عملية انتهت بإعدامه. وفي عام 1975، زودت الوكالة معارضين بالأسلحة لاغتيال رافائيل تروخيو.

منذ أن تولى سلفادور أليندي رئاسة تشيلي عام 1970، بدأت إدارة ريتشارد نيكسون التخطيط للعمل ضده. نيكسون كان يخشى أن يصبح أليندي نموذجًا لبلدان أخرى.

“مناخ انقلاب” في تشيلي

الـ”CIA” سعت إلى خلق “مناخ انقلاب” من خلال الضغط على الحكومة التشيلية. العمليات السرية شملت تمويل حملات إعلامية معادية للحكومة ومنع القروض عن تشيلي.

كما شملت العمليات تقديم أموال سرية لدعم الإضرابات وطمأنة الجيش التشيلي بأنه يحظى بدعم أمريكي كامل. نيكسون أمر بجعل الاقتصاد التشيلي يصرخ.

انقلاب بينوشيه

رغم أن لجنة مجلس الشيوخ لم تجد دليلًا مباشرًا على تورط الولايات المتحدة في الانقلاب، فإن ما حدث في أيلول 1973 كان واضح النتيجة. الجيش حاصر القصر الرئاسي وأمر أليندي بالاستسلام.

أليندي انتحر بإطلاق النار على نفسه. الجنرال أوغستو بينوشيه أصبح قائدًا للمجلس العسكري وأقام نظامًا قمعيًا استمر 16 عامًا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك