الأربعاء 29 أكتوبر 2025
spot_img

سيطرة الدعم السريع على الفاشر: تهديدات خطيرة للسودان ومصر

spot_img

سيطرة قوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر غرب البلاد تثير مخاوف جدية بشأن الأوضاع الإنسانية العصيبة ومستقبل السودان، الذي يواجه تهديدات حقيقية لوحدته.

توسع النفوذ في الغرب

مع استحواذ قوات الدعم السريع على الفاشر، تتزايد سيطرتها على مناطق غرب السودان، مما يعمق الفجوة بين السيطرة العسكرية: الجيش في الشرق والدعم السريع في الغرب. هذه الديناميكية تضع مستقبل البلاد أمام مفترق طرق وتزيد من التوترات على الحدود الجنوبية لمصر.

تواجد قوات حميدتي بالمثلث الحدودي المتاخم لمصر ينذر بأمن البلاد ويعزز قدرات التهريب وتحركات الجماعات الإرهابية، خاصة مع الأوضاع غير المستقرة في منطقة الساحل الإفريقي.

نقطة تحول استراتيجية

يرى خبراء أن التطورات الأخيرة تشكل “نقطة تحول استراتيجية”، مشيرين إلى أن السودان يسير نحو “تقسيم فعلي”، وسط توقعات بوضع القاهرة خطوط حمراء جديدة لمحاولات قوات حميدتي، لا سيما تلك التي تخص الحدود المصرية.

يقول اللواء محمد عبد الواحد، خبير شؤون الأمن القومي المصري، إن الفاشر كانت معقلاً عسكرياً مهماً للجيش السوداني، وسقوطها يمثّل “نقطة تحول استراتيجية” تسهم في تعزيز نفوذ الدعم السريع.

أثر السيطرة على الأمن القومي

أوضح عبد الواحد أن الدعم السريع حصل مؤخراً على إمدادات تعزز قدراته، وهو ما سمح له بالانتقال من مرحلة التوازن إلى تنفيذ هجمات على الخرطوم. هذه الأوضاع تحد من قدرة الجيش على إعادة الانتشار، مما يَُجبره على تلقي الدعم الخارجي.

أضاف أن “السودان يتجه نحو واقع جديد يُهيمن فيه الجيش على الشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على دارفور وشمال كردفان”، مما يحوّل الخرطوم إلى منطقة رمادية بلا تأثير.

قلق القاهرة

تتابع مصر التطورات بقلق عميق، إذ تعتبر أن تصاعد الأوضاع في السودان يشكل تهديداً لوحدته وأمنه القومي. وأكد عبد الواحد أن أي اقتطاع من الأراضي السودانية يؤثر بشكل مباشر على الأمن المصري، خاصة مع اقتراب سيطرة الدعم السريع من حدود البلاد.

سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي تفتح المجال للنشاطات غير المشروعة وانتشار الإرهاب في المنطقة، في ظل الظروف غير المستقرة التي تسود دول الساحل.

خطوط مصر الحمراء

توقع عبد الواحد أن تضع مصر خطوطاً حمراء لأي تحرك تجاه حدودها، إلى جانب تحركات دبلوماسية كبيرة للتعامل مع أزمة السودان. وقد سبق أن أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن تفكك السودان “خط أحمر” بالنسبة لمصر.

وفي بيانها، أكدت مصر رفضها لأي محاولات تقسيم للسودان، وضرورة دعم وحدته وسلامته، وذكرت أنها ستعمل على بلورة اتفاقات لوقف إطلاق النار وتحقيق هدنة إنسانية.

الانسحاب من الفاشر

يوم الأحد، أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على الفرقة السادسة في الفاشر، مؤكدة أن العملية تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق ما تسميه “الدولة الجديدة”.

في المقابل، أشار عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى أن ترك الجيش للمدينة جاء بسبب التدمير الممنهج للمدنيين، ولكنه أوضح أن الجيش سيستعيد قوته في المناطق التي فقدها.

آفاق الاعتراف الدولي

في ما يتعلق بإمكانية الاعتراف بقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، اعتبر محمد عبد الواحد أن هذا قد يكون قراراً جيوسياسياً غير أخلاقي، نظراً لفرضه واقعاً جديداً.

توقع عبد الواحد أن يتجه الاتحاد الأوروبي للتعامل مع حميدتي لتعزيز الحلول الإنسانية ووقف العنف، إلى جانب البحث عن فرص اقتصادية في الثروات المعدنية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك