في تحول مفاجئ، كشفت اتصالات رفيعة المستوى عن مساعٍ سورية أمريكية مشتركة لإنهاء سنوات من القطيعة والتوتر، حيث ناقش وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو قضايا حساسة تشمل الأسلحة الكيميائية والعقوبات المفروضة على دمشق.
تطلعات سورية لرفع العقوبات
أعرب الشيباني عن تطلع دمشق للعمل مع واشنطن من أجل رفع العقوبات، وعلى رأسها قانون قيصر، الذي يرى الجانب السوري أنه يعيق الاستثمار الاقتصادي طويل الأمد في البلاد.
وشدد الجانبان على أن استمرار قانون قيصر يقيد قدرة الشركات والمستثمرين على الانخراط اقتصادياً في سوريا، مما يؤثر على جهود إعادة الإعمار والتنمية.
رفع العقوبات الأمريكية
أكد روبيو أن الإدارة الأمريكية تواصل تنفيذ توجيهات الرئيس دونالد ترامب لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، بما في ذلك العمل مع الكونغرس لإلغاء قانون قيصر في الأشهر المقبلة.
يمثل هذا التحول المحتمل انفراجة في العلاقات المتوترة بين البلدين، وإشارة إلى إمكانية تخفيف الضغوط الاقتصادية على سوريا.
لجنة للأسلحة الكيميائية
أعلن الجانبان عن التنسيق المشترك لإنشاء لجنة خاصة بملف الأسلحة الكيميائية، بمشاركة الدولتين، في خطوة تهدف إلى معالجة هذا الملف الحساس بشكل مشترك.
تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار الجدل حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وتأكيد دمشق على التزامها بالتخلص من ترسانتها الكيميائية.
مخاوف بشأن “التدخل الإيراني”
أعربت دمشق عن قلقها المتزايد بشأن ما وصفته بـ”محاولات إيران التدخل في الشأن السوري”، خاصة في أعقاب الضربات التي تعرضت لها طهران مؤخراً.
من جانبها، حذرت واشنطن من أن طهران “رغم انشغالاتها الحالية لن تتوقف عن السعي لتغيير موازين القوى داخل سوريا”.
مكافحة الإرهاب و”داعش”
ناقش الوزيران ملف مكافحة الإرهاب، حيث أكدا أن تنظيم “داعش” لا يزال “يشكل تهديداً فعلياً”، خاصة بعد الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق مؤخراً.
وشدد الجانب الأمريكي على أن تنظيم “داعش” يمثل “التهديد الأكبر حالياً للحكومة السورية”، وأبدى التزامه بمشاركة المعلومات الاستخباراتية وبناء القدرات السورية في هذا المجال.
اتفاق فض الاشتباك
بحث الجانبان الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب السوري، حيث أعرب الشيباني عن تطلع سوريا للتعاون مع الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
حذر روبيو من أن “أسوأ ما يمكن أن تشهده المنطقة هو انقسام سوريا أو عودتها إلى الحرب الأهلية”.
عودة العلاقات الدبلوماسية
عبَّر روبيو عن رغبة بلاده في إعادة فتح سفارتها في دمشق، موجهًا دعوة رسمية للشيباني لزيارة واشنطن في أقرب وقت، في “خطوة تؤكد وجود تحول ملموس نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.