تزايد التوتر في شمال شرق سوريا مع ورود أنباء عن تعزيزات عسكرية أرسلتها الحكومة السورية إلى مناطق قرب الرقة وحلب، بينما نفت دمشق هذه التحركات، وتحدثت مصادر عشائرية عن تأهب لأنصار الحكومة.
تعزيزات عسكرية متضاربة
نقلت تقارير إعلامية عن إرسال وزارة الدفاع السورية تعزيزات إلى سد تشرين ودير حافر بريف حلب الشرقي، وإلى منطقة الزملة بريف الرقة الجنوبي. وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن هذه الخطوة جاءت ردًا على “تعديات” واستهداف قوات الدفاع من قبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
إلا أن إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع السورية نفت صحة هذه التقارير، مؤكدة أن المشاهد المتداولة هي لتدريبات سابقة للجيش جنوب حلب، ودعت إلى التحقق قبل نشر المعلومات المتعلقة بالجهات الرسمية.
دمشق تنفي التحركات
أكدت مصادر مطلعة في دمشق أن الأنباء عن تحركات عسكرية للجيش السوري باتجاه الجزيرة السورية “غير مؤكدة”، مشيرة إلى أن “الأمور في السياق الطبيعي حتى اللحظة”.
في المقابل، أكد الشيخ فرج الحمود السلامة، أحد مشايخ قبيلة البوشعبان، وصول تعزيزات إلى سد تشرين، وأن تعزيزات أخرى في طريقها إلى محافظة الرقة، لافتًا إلى وجود حالة تململ في أوساط العشائر ضمن مناطق سيطرة “قسد”.
رسائل متبادلة وتحذيرات
يرى الباحث المختص بالشؤون الكردية خورشيد دلي أن إرسال التعزيزات هو رسالة من دمشق بعد مؤتمر الحسكة وإعلان الانسحاب من مفاوضات باريس، واصفًا الخطوة بـ”استعراض للقوة”. وحذر من أن أي مواجهة في شمال شرق وشرق البلاد ستكون “مدمرة” و”مغامرة” لدمشق.
تطورات إقليمية ودولية
يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع انعقاد لقاء تشاوري لمكونات سورية في بروكسل، وتحركات المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك لاحتواء الأزمة في السويداء عبر محادثات ثلاثية سورية أميركية أردنية تستضيفها عمان.
وكانت دمشق قد أعلنت إلغاء اجتماع مع “قسد” في باريس، بعد عقد مؤتمر في الحسكة، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى دمشق، مما يشير إلى تنسيق أمني وعسكري بين الطرفين.