أعرب وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن استعداد بلاده لتقوية العلاقات مع الصين وبناء شراكة استراتيجية جديدة، في خطوة تُظهر تطور العلاقات الثنائية بعد سنوات من الدعم الصيني للرئيس المخلوع بشار الأسد.
لقاء في الأمم المتحدة
وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية أن الشيباني التقى المندوب الدائم للصين في الأمم المتحدة، فو كونغ، خلال زيارة له إلى نيويورك، حيث شارك في جلسة لمجلس الأمن حول تطورات الأوضاع في سوريا.
وأكد الشيباني، في حديثه، على “موقف سوريا الثابت في تعزيز العلاقات مع الصين”، مشيراً إلى أن بلاده ستكون “شريكاً وداعماً للصين في مختلف القضايا الدولية”، بحسب البيان.
شراكة استراتيجية
أوضح الشيباني أن سوريا والصين ستعملان معاً على بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد، والتي ستكون “محورية في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين البلدين”.
وأضاف البيان أن الطرفين أبديا “أهمية تعزيز التعاون والعمل المشترك لضمان أمن واستقرار المنطقة”، كما أشارا إلى رغبتهما في تنسيق الجهود لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والإقليمية، مع التأكيد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
تواصل مستمر
هذا ليس أول تواصل بين البلدين منذ سقوط الأسد، إذ التقى الرئيس أحمد الشرع بالسفير الصيني، شي هونغ وي، في دمشق في 21 فبراير.
تجدر الإشارة إلى أن الصين كانت مدافعة رئيسية عن الأسد خلال فترة حكمه، إلى جانب روسيا وإيران، قبل أن يُطيحه تحالف من الفصائل المسلحة في 8 ديسمبر.
زيارة الأسد للصين
في سبتمبر 2023، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ والأسد عن تأسيس “شراكة استراتيجية” بين البلدين، خلال زيارة الأسد الأولى إلى الصين منذ عام 2004، وتعتبر هذه الزيارة واحدة من نادرة له خارج الشرق الأوسط.
كما تُعتبر الصين من بين قلة من الدول التي زارها الأسد منذ اندلاع النزاع عام 2011، حيث استخدمت، بالتعاون مع روسيا، حق النقض عدة مرات في مجلس الأمن دعماً لدمشق ضد مشاريع القرارات المتعلقة بسوريا.
دعوات إلى تسوية سياسية
بعد سقوط الأسد، دعت الصين “جميع الأطراف المعنية” في سوريا إلى “إيجاد تسوية سياسية”، مما يعكس رغبتها في إعادة تعزيز دورها في دعم الاستقرار في المنطقة.