دمشق تتطلع إلى طي صفحة المشكلات الخارجية وبدء مرحلة جديدة مع المجتمع الدولي بحلول نهاية العام الجاري، بالتزامن مع أنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق سوري إسرائيلي. يأتي ذلك في أعقاب قرار أمريكي برفع العقوبات عن سوريا، وصفته دمشق بأنه “بداية طريق” نحو تحسن الأوضاع المعيشية.
ترحيب بقرار رفع العقوبات
أكد مدير الشؤون الأميركية في الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، أن رفع العقوبات الأميركية يمثل “بداية طريق سيشهد السوريون نتائجه قريبا”.
وزير المالية السوري محمد يسر برنية، وصف القرار بأنه “خطوة كبيرة ومهمة ستنعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري”، مؤكداً عزم الحكومة على “الاستفادة من كامل الفرص، ومواصلة تقوية الإدارة المالية، وتعزيز النزاهة”.
حاكم المصرف المركزي السوري، عبد القادر حصرية، اعتبر قرار الرئيس الأمريكي بأنه “تطور تاريخي وخطوة حاسمة” في استعادة العافية الاقتصادية.
تحولات في السياسة السورية
يرى مراقبون في دمشق أن التغييرات الجارية في سوريا تمثل “فرصة تاريخية لا تتكرر” للولايات المتحدة لإعادة ترتيب المنطقة.
الباحث السياسي عبد الحميد توفيق، أوضح أن “خروج سوريا من المحور المعادي لأمريكا والغرب” يفسر حماس الإدارة الأمريكية لإعادة ترتيب المنطقة.
شروط أمريكية مسبقة
أكد الباحث عبد الحميد توفيق أن القرار الأميركي جاء بعد تفاهمات واضحة مع الحكومة السورية، وتجاوبها مع الاشتراطات الأميركية. وتشمل هذه الاشتراطات إبعاد إيران، وتقليص الدور الروسي، وإخراج الفصائل الفلسطينية، والتحالف لمحاربة التنظيمات الإرهابية.
خدمة مصالح إسرائيل
يرى مراقبون أن الحماس الأميركي يصب في خدمة إسرائيل، وأن رفع العقوبات قد يكون “نقطة البداية في العملية التفاوضية نحو سلام منشود بين سوريا وإسرائيل”.
مفاوضات محتملة
يتساءل مراقبون عما إذا كانت المفاوضات المقبلة ستلتزم بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالجولان، أم ستشهد “ابتكاراً جديداً في صيغة اتفاق ترعاه الولايات المتحدة”.
دعم أمريكي لسوريا
أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في وقت سابق، أن واشنطن تتخذ إجراءات لدعم سوريا مستقرة وموحدة، وأن العقوبات لن تعيق مستقبلها.
تخفيف القيود الاقتصادية
أوضح وزير المالية السوري أن القرار الأميركي “بتحويل تجميد العقوبات إلى رفع دائم، وإلغاء الأساس القانوني لكثير من العقوبات” يمهد لفك الحصار الاقتصادي على تصدير الخدمات والبضائع الأميركية.
تسهيل المعاملات المالية
أشار حاكم مصرف سوريا المركزي إلى أن القرار يوجه “وزارة التجارة الأميركية بمراجعة ورفع القيود التي أعاقت التجارة المالية والمصرفية مع سوريا”، ويعزز قدرة سوريا على الاستفادة من التكنولوجيا المصرفية.
تغيير النهج السياسي
أعلنت دمشق أنها تتخلص من تبعات النظام السابق في السياسة الخارجية، وتتعاون في ملف السلاح الكيماوي، مؤكدة أنها ستشهد انفراجات فيما يتعلق ببرامج العقوبات.