تصعيد مفاجئ.. ضربات إسرائيلية تهز دمشق بعد تحركات سورية في الجنوب
كشفت مصادر مطلعة عن مفاجأة القيادة السورية بضربات إسرائيلية استهدفت قواتها ودمشق الأربعاء الماضي، وذلك بعد أيام من انتشار القوات السورية في جنوب البلاد. يأتي هذا التصعيد على خلفية اتهامات للقوات الحكومية بقتل مدنيين في السويداء ذات الأغلبية الدرزية.
قراءة خاطئة للإشارات
أشارت المصادر، التي تضم مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين ودبلوماسيين ومصادر أمنية إقليمية، إلى أن دمشق ربما أساءت فهم الرسائل الأميركية والإسرائيلية بشأن تحركاتها في الجنوب.
دمشق اعتقدت أنها حصلت على ضوء أخضر من واشنطن وتل أبيب لإرسال قواتها، متجاهلة التحذيرات الإسرائيلية المتكررة. هذا التفاهم، وفقًا للمصادر، استند إلى تصريحات علنية وخاصة من المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، وكذلك إلى المحادثات الأمنية مع إسرائيل.
دعم أميركي لوحدة سوريا
المبعوث الأميركي دعا إلى إدارة سوريا بشكل مركزي “كدولة واحدة” دون مناطق حكم ذاتي. هذا الدعم لوحدة الأراضي السورية ربما شجع دمشق على المضي قدمًا في خططها.
في المقابل، رفض متحدث باسم الخارجية الأميركية التعليق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة، لكنه أكد دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية، مشددًا على التزام الدولة السورية بحماية جميع السوريين، بمن فيهم الأقليات.
اعتبارات وطنية بحتة
مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية نفى أن تكون تصريحات المبعوث الأميركي قد أثرت على قرار نشر القوات. وأكد أن القرار اتخذ بناءً على اعتبارات وطنية بحتة، بهدف وقف إراقة الدماء وحماية المدنيين ومنع تصاعد الحرب الأهلية.
دخول القوات واشتباكات مسلحة
في مطلع الأسبوع، أرسلت دمشق قوات ودبابات إلى محافظة السويداء، بهدف وقف القتال بين القبائل البدوية والفصائل المسلحة داخل الطائفة الدرزية. مصادر سورية أفادت بتعرض القوات التي دخلت المدينة لإطلاق نار من الجماعات الدرزية المسلحة.
غارات إسرائيلية رداً على العنف
أعمال العنف التي تلت ذلك، ونُسبت إلى القوات السورية، بما في ذلك الإعدامات الميدانية وإذلال المدنيين الدروز، أثارت ردة فعل إسرائيلية. شنت إسرائيل غارات على قوات الأمن السورية ووزارة الدفاع في دمشق ومحيط القصر الرئاسي.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صرح بأن إسرائيل تدخلت لمنع القوات السورية من دخول جنوب سوريا، التي تعتبرها إسرائيل منطقة منزوعة السلاح، وللحفاظ على التزامها بحماية الدروز.
محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات
الرئيس السوري أحمد الشرع تعهد بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد الدروز، وألقى باللوم على “الجماعات الخارجة عن القانون” التي تسعى إلى تأجيج التوترات في أي جرائم ضد المدنيين، دون الإشارة إلى تورط القوات الحكومية.
“سوء فهم” وتدخل أميركي
بحلول مساء الأربعاء، تدخلت الولايات المتحدة وآخرون لتأمين وقف إطلاق النار. وزير الخارجية الأميركي وصف التصعيد بأنه “سوء فهم” بين إسرائيل وسوريا.
مصادر مطلعة كشفت أن دمشق اعتقدت أن المحادثات مع إسرائيل التي جرت قبل أيام في باكو أسفرت عن تفاهم بشأن نشر قوات في جنوب سوريا لإخضاع السويداء لسيطرة الحكومة.
السماح المحدود للقوات السورية
إسرائيل أعلنت الجمعة الماضية، أنها وافقت على السماح بدخول محدود للقوات السورية إلى السويداء خلال اليومين المقبلين. وبعد فترة وجيزة، أعلنت سوريا أنها ستنشر قوة مخصصة لإنهاء الاشتباكات الطائفية.
تحليل للموقف
جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، يرى أن الرئيس السوري بالغ في التحرك بثقة، وأن طاقمه العسكري أساء فهم دعم الولايات المتحدة له، وموقف إسرائيل من جبل الدروز (في السويداء) من محادثاته مع إسرائيل في باكو.