الثلاثاء 8 يوليو 2025
spot_img

سقطت فيها الرافال.. الهند تعترف بخسائر معركة “كشمير” أمام باكستان

spot_img

في تحول مفاجئ، أقرت الهند هذا الأسبوع بسقوط قتلى في صفوف قواتها خلال عملية عسكرية واسعة النطاق على طول خط السيطرة في كشمير، وذلك بعد أشهر من التزام الصمت حيال هذه العمليات.

تكريم بعد الصمت

جاء الإقرار الهندي من خلال الإعلان عن تكريم أكثر من 100 جندي بأوسمة بعد الوفاة، بمن فيهم طيارون مقاتلون وعناصر دفاع جوي، ممّن لقوا حتفهم خلال عملية “سندهور”.

هذا التطور، الذي أثارته ضغوط داخلية متزايدة، يكشف جوانب جديدة من الحملة العسكرية ويثير تساؤلات حول فعالية الأنظمة العسكرية الهندية المتقدمة واستراتيجيتها في منطقة متقلبة.

تفاصيل عملية سندهور

في السادس من تموز/يوليو 2025، اعترفت الهند رسميًا بخسائر كبيرة تكبدتها خلال عملية “سندهور”، وهي عملية عسكرية شنت ضد باكستان في أوائل أيار/مايو.

الإعلان جاء من خلال منح أوسمة عسكرية بعد الوفاة، في خطوة سلطت عليها الضوء “جيو نيوز” ووسائل إعلام أخرى.

من بين القتلى، أربعة طيارين من القوات الجوية الهندية، ثلاثة منهم كانوا يقودون طائرات “رافال” المقاتلة، وخمسة مشغلين لمنظومة الدفاع الجوي “إس-400” المتمركزة في قاعدة “أدامبور” الجوية.

حصيلة الخسائر

تشير مصادر أمنية إلى أن أكثر من 250 فردًا لقوا حتفهم على طول خط السيطرة، بالإضافة إلى خسائر أخرى في قواعد استراتيجية مثل “أودامبور” و”راجوري” و”أوري”.

شمل التكريم أيضًا سبعة من أفراد القوات الجوية وخمسة جنود من اللواء العاشر مشاة، وتسعة من مقر اللواء 93 مشاة.

بدأت العملية في السابع من أيار/مايو 2025، واستهدفت تسعة معسكرات “إرهابية” مزعومة في باكستان وكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، حسبما ذكر موقع photonews.com.pk.

اشتباكات جوية مكثفة

شهدت الحملة اشتباكات جوية مكثفة، حيث تبادلت أكثر من 125 طائرة مقاتلة النيران، وفقًا لـ capital.bg.

قالت باكستان أنها أسقطت عدة طائرات هندية، بما في ذلك طائرات “رافال”، وهو ما نفته الهند وشركة “داسو للطيران”، الشركة المصنعة للطائرات، في البداية واعتبرته دعاية.

حتى الإعلان الأخير، أصر المسؤولون الهنود على أن العملية كانت دقيقة ومحدودة، ولم تسفر عن خسائر كبيرة.

أثار التحول من الإنكار إلى الاعتراف ردود فعل متباينة.

وصفت وسائل الإعلام الباكستانية، بما في ذلك “دنيا نيوز”، العملية بالفاشلة، وسلطت الضوء على تدمير قواعد ومعدات.

بالمقابل، ركزت وسائل الإعلام الهندية على التكريم باعتباره إشادة بالجنود الذين سقطوا، وتجنبت التدقيق العميق في نتائج العملية.

تحليل عسكري

يرى محللون عسكريون أن خسارة طائرات “رافال” يمكن أن تعزز الدعاية لباكستان والصين، خاصة إذا كانت مقاتلات “J-10” الصينية متورطة.

رفض وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف الاتهامات بالدعم الخارجي، مؤكدًا القدرات العسكرية لبلاده.

خلفية عملية سندهور

جرت عملية “سندهور” على خلفية التوترات القائمة بين الهند وباكستان بشأن كشمير، وهي منطقة مقسمة بخط السيطرة منذ عام 1947.

جاءت العملية بعد اتفاق هش لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في أيار/مايو 2025، بوساطة دولية، بما في ذلك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفقًا لـ “دنيا نيوز”.

أهداف وغايات

هدفت الحملة إلى تحييد التهديدات التي ألقتها الهند باللوم عليها في هجوم “باهالجام”، مما زاد الضغط المحلي للاستجابة بقوة.

ومع ذلك، غذت سرية العملية التكهنات حول نطاقها ونجاحها.

لطالما كان خط السيطرة نقطة اشتعال، حيث حافظت الدولتان على وجود عسكري مكثف.

تصعيد عسكري

تعتبر المناوشات شائعة، لكن عملية “سندهور” تمثل تصعيدًا كبيرًا، يشمل أصولًا جوية وبرية متقدمة.

عكس رفض الهند الأولي الاعتراف بالخسائر رغبة في السيطرة على الرواية وسط التدقيق المحلي والدولي.

يشير قرار تكريم الجنود الذين سقطوا إلى ضغوط داخلية، ربما من العائلات ووسائل الإعلام، أجبرت على الاعتراف.

“رافال” و”إس-400″ في مرمى النيران

كانت طائرات “رافال” ومنظومة الدفاع الجوي “إس-400” في قلب عملية “سندهور”.

“رافال”، التي طورتها شركة “داسو للطيران” الفرنسية، هي طائرة مقاتلة متعددة المهام ذات محركين مصممة للتفوق الجوي والضربات الدقيقة.

مزودة برادار “Active Electronically Scanned Array”، يمكنها اكتشاف الأهداف على بعد أكثر من 100 ميل واستهداف تهديدات متعددة في وقت واحد بصواريخ “Meteor” التي تتجاوز مدى الرؤية البصرية.

قدرات “رافال”

تشوش مجموعة الحرب الإلكترونية الخاصة بها، بما في ذلك نظام “SPECTRA”، على رادارات العدو وتحرف الصواريخ القادمة.

حصلت الهند على 36 طائرة “رافال” في صفقة قيمتها 8.7 مليار دولار في عام 2016، واعتبرتها بمثابة تغيير لقواعد اللعبة لقواتها الجوية.

بالمقارنة مع طائرات “JF-17 Thunder” الباكستانية أو “J-10” الصينية، توفر “رافال” إلكترونيات طيران وتعدد استخدامات فائقين، قادرة على حمل حمولات نووية والعمل في بيئات عالية الارتفاع، مثل تلك الموجودة في كشمير.

تحديات في الأداء

يثير فقدان ثلاثة من طياري “رافال” تساؤلات حول أداء الطائرة في المجال الجوي المتنازع عليه.

يشير تقرير استخباراتي فرنسي، نقلته “Livemint”، إلى أن الصين دبرت حملة تضليل لتقويض سمعة “رافال” بعد حادث “سندهور”، ربما لتعزيز مبيعات مقاتلتها الشبحية “J-20”.

ادعى الرئيس التنفيذي لشركة “داسو”، كما ورد في “The Print”، أن إحدى طائرات “رافال” فقدت بسبب خلل فني، وليس بسبب القتال، ويجري تحقيق في الأمر.

روايات متضاربة

نفى وزير الدفاع الهندي “RK Singh”، في حديثه إلى CNBC-TV18، خسائر متعددة في طائرات “رافال”، مؤكدًا أن باكستان تكبدت أضرارًا أكبر، مع مقتل أكثر من 100 مسلح.

ومع ذلك، أشارت تعليقات الملحق العسكري في إندونيسيا، التي أوردتها “Hindustan Times”، إلى أن الأخطاء التكتيكية، بما في ذلك تعطل الاتصال بـ “AWACS”، ساهمت في خسائر ثلاث طائرات “رافال” وطائرة “MiG-29” وطائرة “Su-30”.

منظومة “إس-400”

كانت منظومة “إس-400 Triumph”، الروسية للدفاع الجوي، حجر الزاوية الآخر في الاستراتيجية الهندية.

صُممت لاعتراض الطائرات والطائرات بدون طيار والصواريخ على مدى يصل إلى 250 ميلاً، وتستخدم رادارات متطورة لتتبع 100 هدف في وقت واحد.

يهدف شراء الهند لخمس وحدات “إس-400” مقابل 5.4 مليار دولار في عام 2018 إلى مواجهة التهديدات من باكستان والصين.

دفاع متعدد الطبقات

على عكس الأنظمة القديمة مثل “Patriot”، تدمج “إس-400” أنواعًا متعددة من الصواريخ للدفاع متعدد الطبقات، مما يجعلها مثالية لحماية القواعد الرئيسية مثل “أدامبور”.

تعالج قدرتها على الحركة والنشر السريع نقاط الضعف في الدفاعات الثابتة، وهي حاجة ماسة في بيئة كشمير المتقلبة.

يشير موت خمسة من مشغلي “إس-400” في “أدامبور” إلى أن النظام واجه تحديات كبيرة.

ثغرات محتملة

ربما تكون الضربات الباكستانية، التي ربما استخدمت طائرات بدون طيار أو صواريخ كروز، قد استغلت الثغرات في التغطية.

تزعم منشورات على “X” أن باكستان دمرت وحدات “إس-400″، لكن هذه لم يتم التحقق منها.

قد يؤدي إحجام روسيا عن إصلاح أو مشاركة رموز مصدر “إس-400″، كما هو مذكور في منشورات “X”، إلى تعقيد جهود الصيانة الهندية، خاصة وسط التأخير في التسليم بسبب التزامات روسيا في أوكرانيا.

تحديات التشغيل

بالمقارنة مع “HQ-9” الصينية أو “THAAD” الأمريكية، توفر “إس-400” نطاقًا لا مثيل له، لكنها تتطلب مشغلين ماهرين، مما يجعل فقدان الأفراد ضربة كبيرة.

تداعيات جيوسياسية

يحمل الاعتراف بالخسائر وزنًا يتجاوز ساحة المعركة.

إن اقتصاد الهند البالغ 3 تريليونات دولار ونفوذها العالمي المتزايد يجعلان انتكاساتها العسكرية نقطة محورية للمنافسين الإقليميين.

عززت باكستان، بالنتيجة، الرواية لتسليط الضوء على قدراتها الدفاعية.

حملات تضليل

تؤكد تصريحات وزير الدفاع الباكستاني آصف رفض باكستان للادعاءات بأنها اعتمدت على دعم خارجي، وتؤطر الصراع على أنه شهادة على أنظمتها المحلية مثل “JF-17”.

تشير حملة التضليل المزعومة التي شنتها الصين، كما ورد في “India Today”، إلى استراتيجية أوسع لتقويض شراكات الدفاع الهندية مع فرنسا وروسيا، مما قد يؤثر على دول مثل إندونيسيا تجاه الأسلحة الصينية.

انتقادات داخلية

تواجه الهند تداعيات سياسية داخلية.

أثارت سرية حكومة “مودي” الأولية مقارنات بحوادث سابقة، مثل حادثة “أبهيناندان” في عام 2019، حيث كان الافتقار إلى الشفافية واضحًا.

يجادل النقاد بأن تكريم 100 جندي مع حجب التفاصيل الكاملة يخاطر بتقويض ثقة الجمهور.

قد يهدف قرار منح الأوسمة إلى استعادة الروح المعنوية، لكنه يسلط الضوء أيضًا على تكلفة التصعيد في كشمير.

تدقيق دولي

على الصعيد الدولي، قد تواجه فرنسا وروسيا، وهما الموردان الرئيسيان لطائرات “رافال” و”إس-400″، تدقيقًا في أداء أنظمتهما، على الرغم من أن كلاهما رفض مزاعم الإخفاقات المنهجية.

التكلفة البشرية للصراع

تسلط الأوسمة بعد الوفاة الضوء على الخسائر البشرية لعملية “سندهور”.

يمثل الطيارون الأربعة، بمن فيهم ثلاثة مشغلين لطائرات “رافال”، وخمسة من أفراد “إس-400” بعضًا من أمهر المهنيين العسكريين في الهند.

تؤكد خسارتهم مخاطر العمليات عالية المخاطر في منطقة يمكن أن تؤدي فيها الحسابات الخاطئة الصغيرة إلى خسائر فادحة.

حزن خاص

تواجه العائلات، التي ورد أنها حثت على تجنب الإشادة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما لوحظ في photonews.com.pk، حزنًا خاصًا يتفاقم بسبب الصمت العام.

إن الأوسمة، على الرغم من أنها بادرة احترام، إلا أنها بمثابة اعتراف متأخر بالتضحيات التي طالما حجبتها الإنكارات الرسمية.

تاريخيًا، استخدمت الهند الجوائز العسكرية لحشد الدعم العام، كما رأينا في عملية “بالاكوت” عام 2019.

توازن دقيق

يعكس قرار تكريم أكثر من 100 فرد، بمن فيهم أولئك القادمون من “أودامبور” و”راجوري”، توازنًا دقيقًا: الاعتراف بالبطولة مع إدارة الرواية حول حملة مكلفة.

يجادل المحللون العسكريون بأن سرية الهند الأولية تنحرف عن التقاليد العسكرية، حيث تكرم الدول قتلاها علنًا.

يسلط هذا التباين الضوء على التفاعل الدقيق بين الكبرياء الوطني والمساءلة السياسية.

تساؤلات وتحديات

تترك تداعيات عملية “سندهور” الهند في مفترق طرق.

يثير فقدان الأصول المتقدمة مثل طياري “رافال” ومشغلي “إس-400” تساؤلات حول التدريب والتكتيكات وموثوقية المعدات.

لم تمنع قدرات “رافال” المتبجحة، المصممة للتفوق في البيئات المعقدة، الخسائر، ربما بسبب الإجراءات المضادة الفعالة لباكستان أو الأخطاء التكتيكية الهندية.

نقاط ضعف

واجهت “إس-400″، التي كان من المفترض أن توفر دفاعًا لا يمكن اختراقه، نقاط ضعف تتطلب التدقيق.

تشير مصلحة الهند المبلغ عنها في المقاتلات الشبحية، كما لوحظ في “Eurasian Times”، إلى تحول نحو تكنولوجيا الجيل التالي لمعالجة هذه الثغرات.

من الناحية الجيوسياسية، تؤكد العملية هشاشة العلاقات الهندية الباكستانية.

الحاجة إلى خفض التصعيد

يسلط وقف إطلاق النار، الذي تم التوسط فيه بعد أسابيع فقط من الصراع، الضوء على الحاجة إلى خفض التصعيد، لكن انعدام الثقة المتبادل لا يزال قائمًا.

إن عرض الهند لصواريخ تتفادى “إس-400” على اليونان، الذي أوردته “The Economic Times”، يشير إلى موقف استباقي في مواجهة الخصوم الإقليميين مثل تركيا، التي دعمت باكستان.

بالنسبة للجمهور الأمريكي، يوضح هذا الصراع تحديات الموازنة بين التحالفات في جنوب آسيا، حيث تعد الهند شريكًا رئيسيًا ضد الصين ولكنها تواجه تهديدات مستمرة من باكستان.

اقرأ أيضا

اخترنا لك