السعادة ليست مجرد شعور بالفرح والسرور، وليست فقط تلك اللحظات التي تعلو فيها الضحكات؛ إنها شعور عميق، ومفهوم قد يبدو غامضا في بعض الأحيان، شعور يجعلنا نتساءل: هل السعادة حالة نفسية داخلية؟ أم أنها نتاج للظروف المحيطة الخارجية؟ أم هي مزيج بين هذا وذاك؟
مفهوم السعادة
لم أجد للسعادة معنى أو مفهوم، غير أنها هي الشعور بالرضا والسرور الذي يتولدُ داخل الإنسان، نتيجة أسباب وعوامل مختلفة، منها على سبيل المثال: تحقيق إنجاز ما، أو بناء علاقة ناجحة مع قريب أو صديق أو حبيب، أو حتى تلك اللحظات البسيطة التي نُرفه فيها عن أنفسنا ونستمتع فيها بالحياة وتجعلنا أكثر سعاده.
مفهوم السعادة قد يختلف من شخص لآخر، البعض ينظر إلى السعادة على أنها تكمن في نجاحه المهني والمالي، بينما يراها آخرون بأنها تكمن في نجاح العلاقات الإنسانية والمشاعر العاطفية العميقة، بينما قد لا يرى البعض أن هناك خطوات بسيطة تعزز من السعادة اليومية.
سر السعادة
رغم أن السعادة تبدو مختلفة من شخص لآخر، إلا أن هناك بعض الأسرار والعوامل المشتركة التي قد تساعد على تحقيقها؛ ومن هنا يجب أن تعرف أن هناك أسباب للسعادة، وبالتالي فإن عدم وجود أي من هذه الأسباب سيكون طريقك للحزن أقرب من طريق السعادة، أما عن هذه أسباب السعادة وأسرارها، فهي:
– العلاقات الاجتماعية الإيجابية مفتاح السعادة في الحياة، فوجود علاقة اجتماعية مستقرة وإيجابية مع الأسرة والأصدقاء، من أهم مصادر السعادة، لأن التواصل والدعم العاطفي يُعزز الشعور بالاستقرار والطمأنينة والانتماء والأمان والحب، وقضاء وقت مع الأشخاص الذين نحبهم ونهتم بهم يعزز هذا الشعور.
– القناعة كنز لا يفنى.. شعور الإنسان بالقناعة بما يملكه، وامتنانه للأشياء البسيطة الموجودة في حياته، من أهم أسرار السعادة في الحياة، لأنه عندما يُركز الشخص على الجوانب الإيجابية التي يملكها بدلاً من تركيزه على ما يفتقده، يغير من نظرته للحياة بشكل كبير.
– تحقيق قدر من التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية من الأمور التي تلعب دوراً مهماً في الشعور بالسعادة، فتخصيص وقت لممارسة الهوايات الشخصية ووقت آخر للراحة والأنشطة الترفيهية إلى جانب وقت العائلة والعمل، يمكن أن يقلل من مستويات التوتر والإجهاد.
– الحفاظ على الحالة الصحية الجسدية والنفسية، لأنه عندما يكون الجسد والعقل بحالة صحية سليمة يساهمان بشكل كبير في تعزيز الشعور بالسعادة، لذلك من المهم المداومة والحفاظ على: (ممارسة الرياضة بانتظام، تناول غذاء صحي، والنوم الجيد)، لأن هذه الأمور لها تأثير كبير على الحالة الصحية والنفسية وبالتالي تحسين الحالة المزاجية.
– تحقيق الإنجازات الشخصية أحد أسباب السعادة الحقيقية، لأن شعور الإنسان بنجاحه في تحقيق أهدافه وطموحاته يعزز من الثقة بالنفس والرضا عن الذات، وهذا النجاح لا يرتبط فقط بالحياة المهنية وإنما قد يمتد أيضا إلى الحياة الشخصية.
– مساعدة الآخرين والعمل التطوعي يمكن أن يكون مصدراً كبيراً للسعادة، لأن الشعور بأننا نقدم شيئاً إيجابياً للمجتمع يعزز من الشعور بالرضا، إلى جانب أن العمل الخيري والمساهمة في تحسين حياة الآخرين يمنحنا شعوراً عميقاً بالسعادة الحقيقية والفرح.
– تطوير الذات والمهارات الشخصية والسعي نحو التعلم المستمر يمكن أن يكون مصدراً للسعادة، لأنه يمثل تحد ذاتي واكتساب لمهارات جديدة ما يمنحنا الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس.
– “عيش اللحظة”.. التركيز على الحاضر بدلاً من الانشغال بالماضي أو القلق من المستقبل يعزز من الشعور بالسلام الداخلي والسعادة.
– تحديد الأولويات، عن طريق معرفة ما هو مهم حقاً في حياتك، تحديد الأهداف بناءً على ذلك يمكن أن يساعدك في تحقيق السعادة، الأولويات قد تكون مختلفة من شخص لآخر، ولكن الوضوح في الرؤية يسهل الطريق نحو تحقيقها.
السعادة قرار
تحقيق السعادة يتطلب التزاماً وجهداً مستمراً، يتطلب منك: بناء علاقات اجتماعية إيجابية، قناعة، تحقيق التوازن، الحفاظ على الحالة الصحية الجسدية والنفسية، تحقيق الإنجازات الشخصية، مساعدة الآخرين، تطوير الذات، تحديد الأولويات، وأن تعيش اللحظة الحالية فتنسى الماضي ولا تقلق من المستقبل لأنه بيد الخالق عز وجل.
السعادة قرار، السعادة يمكن أن تكون هدف من السهل تحقيقه والوصول إليه، عن طريق هذه العوامل الداخلية والخارجية، ورغم أنها قد تبدو معقدة وصعبة المنال في بعض الأحيان، إلا أن الفهم العميق لمفهومها وأسبابها يمكن أن يساعد في إيجاد الطريق نحو حياة مليئة بالرضا والسرور.
بالتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة وتبني عادات صحية وتطوير العلاقات الإيجابية، يمكن للجميع أن يحققوا مستوى أعلى من السعادة في حياتهم اليومية، لأنفسهم ولغيرهم، لذلك فإن السعادة قرار، ويمكن اتباع خطوات بسيطة لتعزيز السعادة اليومية.