في تطورات متسارعة تشهدها الجبهة الأوكرانية، تفقد القوات الأوكرانية مواقع استراتيجية في ظل التقدم الروسي، وسط مخاوف غربية من تداعيات هذا التطور على مستقبل الحرب وأي تسوية سياسية محتملة.
زيلينسكي يتفقد زابوريجيا
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن زيارة مفاجئة لقواته المرابطة في منطقة زابوريجيا جنوب شرقي البلاد، حيث تشير تقارير إلى تقدم روسي ملحوظ، وذلك في ظلّ فضيحة فساد حكومية أدت لاستقالات وعقوبات. وكتب زيلينسكي عبر “تلغرام” عن مناقشات مع القادة العسكريين حول سبل تعزيز الدفاعات وتقييم الخسائر.
ضربات متبادلة بالقرم
أفاد الجيش الأوكراني بشن ضربات استهدفت محطة نفط روسية في شبه جزيرة القرم ومستودعًا للنفط في زابوريجيا. تأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلنت فيه القوات الروسية توسيع سيطرتها في زابوريجيا، بعد فترة من الجمود النسبي استمرت لعامين.
معركة بوكروفسك
تتركز المعارك حاليًا في محيط مدينة بوكروفسك شرقي أوكرانيا، والتي تعد عقدة استراتيجية حاسمة. تمكنت القوات الروسية من التوغل في المنطقة، مما أضعف الدفاعات الأوكرانية. ومع تصاعد احتمالات سقوط بوكروفسك، تتجه الأنظار إلى التداعيات المحتملة على ميزان القوى.
موسكو تعزز مواقعها
لا تخفي القيادة الروسية قناعتها بأن الوقت يلعب لصالحها. المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، صرح بأن كييف ستضطر عاجلًا أم آجلاً للتفاوض، مؤكدًا أن موقفها التفاوضي يزداد ضعفًا يومًا بعد يوم. ويرى مراقبون أن السيطرة على بوكروفسك ستمثل أكبر مكسب ميداني لموسكو منذ سقوط باخموت.
أهداف روسيا تتجاوز الحدود
يرى مايكل روبين، من معهد “أميركان إنتربرايز”، أن روسيا لن تتخلى عن جهودها للقضاء على أوكرانيا، وأن أهداف الكرملين تتجاوز السيطرة على الأراضي الشرقية. ويرى أن بوتين يفكر بعقلية إمبراطورية، ويسعى لاستعادة موقع روسيا كقوة عظمى.
إلغاء نتائج الحرب الباردة
يهدف بوتين إلى إعادة تعريف أوكرانيا، معتبرًا أنها جزء لا يتجزأ من الأمة الروسية، ويسعى إلى إلغاء نتائج الحرب الباردة عبر فرض أمر واقع على الغرب. ويدفع هذا المنطق الكرملين إلى تحمّل خسائر بشرية هائلة مقابل ترسيخ صورة الدولة القادرة على الصمود والهيمنة.
السلام في حسابات موسكو
تبذل الإدارة الأميركية جهودًا لإحياء مفاوضات سلام تركز على دونباس، إلا أن مراقبين يرون أن بوتين يخوض حربًا مبدئية تهدف إلى إعادة ترسيم النظام الدولي. ويعتقد الكرملين أن كل انتصار ميداني إضافي يقوي موقعه في أي مفاوضات مقبلة ويضعف حجج كييف.
السيطرة على دونباس
يقول جون هاردي، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن الهدف الأساسي لموسكو هو السيطرة على ما تبقى من دونباس، وأن الاستيلاء على بوكروفسك قد يسهل التقدم نحو هذا الهدف. لكن تلك الانتصارات تُقاس أيضًا بتآكل الإرادة الأوكرانية والالتزام الغربي.
مأزق كييف الاستراتيجي
تواجه القيادة الأوكرانية مأزقًا استراتيجيًا يتكرر للمرة الثالثة: التمسك بالدفاع عن مدينة حتى آخر لحظة، على حساب الأرواح والعتاد. ويخشى محللون من تكرار أخطاء الماضي في بوكروفسك، حيث تستمر المعارك رغم التفوق العددي الروسي.
تكلفة الصمود باهظة
تشير التقارير إلى نقص في الجنود والذخيرة لدى القوات الأوكرانية، بينما تواصل روسيا تجنيد آلاف المقاتلين. ويرى أحد القادة الميدانيين أن المدينة محكوم عليها بالسقوط، وأن الأهم الآن هو حماية الجنود والانسحاب.
انهيار أوسع للدفاعات
يحذر خبراء عسكريون أوكرانيون من أن التمسك بالمدينة قد يؤدي إلى انهيار دفاعات أوسع على الجبهة الشرقية، مما يفتح الطريق أمام الروس للتقدم داخل دونيتسك، ويهدد بتحوّل الانهيار التكتيكي إلى هزيمة استراتيجية.
أبعاد سياسية ونفسية
يدرك بوتين أن السيطرة على بوكروفسك ستكون هدية سياسية داخلية، تعزز سرديته حول تقدم الحرب وفق خطة ثابتة. أما في كييف، فسقوط المدينة سيشكل ضربة معنوية قوية، خصوصًا إذا ترافق مع انكماش الدعم الغربي.


