اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا، من خلال اقتراحه “إدارة انتقالية” تحت رعاية الأمم المتحدة. جاء ذلك في وقت تبادلت فيه روسيا وأوكرانيا الاتهامات باستهداف منشآت الطاقة، مما يعد انتهاكًا لاتفاق تم الإعلان عنه مؤخرًا من قبل واشنطن بهدف الحد من الهجمات على هذه المنشآت.
اتهامات متبادلة
في بيان لها، اتهمت وزارة الدفاع الروسية، يوم السبت، أوكرانيا بالهجوم على منشآت الطاقة في البلاد على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية، رغم الاتفاق القائم بشأن وقف تبادل الهجمات على البنية التحتية للطاقة. وأفادت الوزارة بأن أوكرانيا شنت هجمات على شبكات الكهرباء في منطقة بيلغورود، مما أدى لانقطاع الكهرباء عن حوالي تسعة آلاف مواطن.
وخلال مؤتمر صحافي في كييف، أكد زيلينسكي أن ما يقوم به بوتين يؤخر أي إمكانية للتفاوض الهادف إلى إنهاء الحرب. وكان بوتين قد اقترح في وقت سابق إنشاء “إدارة انتقالية” برعاية الأمم المتحدة، تتضمن رحيل زيلينسكي تمهيدًا للمفاوضات حول اتفاق سلام بين الجانبين.
فكرة الإدارة الانتقالية
خلال زيارة له إلى مدينة مورمانسك في شمال غرب روسيا، قال بوتين إنه يمكن بحث تشكيل إدارة انتقالية في أوكرانيا بالتعاون مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وبمشاركة الأمم المتحدة. وصرح أن الإدارة الانتقالية ستنظم انتخابات رئاسية ديمقراطية لإيصال حكومة تحظى بثقة الشعب.
لكن عمليات القصف اليومية التي تشهدها أوكرانيا منذ بدء النزاع تحول دون إجراء الانتخابات، حيث تسري في البلاد أحكام عرفية تحظرها. وفي ذات السياق، أكد بوتين أن قواته تحافظ على “المبادرة الاستراتيجية” في سياق الحرب، مشيرًا إلى أن روسيا تمكنت من السيطرة على قريتين في شمال وجنوب أوكرانيا.
الأحداث في دنيبرو
أعلنت السلطات الأوكرانية أن هجومًا بطائرة مسيرة روسية استهدف مدينة دنيبرو وسط البلاد أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 21 آخرين. وقد أفاد الحاكم العسكري للمنطقة، سيرهي ليساك، بوقوع انفجارات واندلاع حرائق، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالمدينة.
وأوضح ليساك أنه خلال الهجوم الأخير، شنت موسكو 24 هجومًا بطائرات مسيرة. ورغم إسقاط معظمها، إلا أن أضرارًا وقعت في عدة منازل ومرافق عامة، وكان لبعض الحرائق تأثير كبير على المباني. قال ليساك: “لقد كانت ليلة صعبة” في إشارة إلى الأضرار التي لحقت بالمدينة.
استمرار الغارات الروسية
على الجانب الآخر، أفاد زيلينسكي بأن روسيا أطلقت أكثر من 170 طائرة مسيرة على أوكرانيا خلال الليل، مستهدفة مناطق متعددة تشمل دنيبروبيتروفسك وكييف وسومي وخاركيف. واعتبر أن روسيا تستخف بجهود السلام الدولية، مما يطيل أمد الحرب ويوزع الرعب.
وفي موازاة ذلك، تتواصل المفاوضات بين الولايات المتحدة وكل من كييف وموسكو في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في البحر الأسود، ولكنه لا يزال بعيد المنال مع استمرار الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بشأن عرقلة تلك المحاولات.
دعوات لوقف إطلاق النار
وفي سياق متصل، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، إلى إنهاء “المعاناة المروعة” التي تتسبب بها الاعتداءات على المدنيين في أوكرانيا. وأشار إلى أهمية التوصل لوقف لإطلاق النار لحماية البنى التحتية والممرات الإنسانية.
كما أضاف أن الأرقام المترتبة على الحرب قد ارتفعت بنسبة 30% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة بنفس الفترة العام الماضي. وأكد أن إنهاء الهجمات على المدنيين واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق السكانية أمر ملح، مشددًا على ضرورة أن تكون مصلحة الشعب الأوكراني في صميم جميع محادثات السلام.