بدأ العد التنازلي لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة للشرق الأوسط، التي ستشهد تصاعداً في الترقب بشأن تطورات الحرب في غزة. تأتي هذه الزيارة وسط اتصالات مكثفة من الوسطاء وعزم على التوصل إلى “أفكار جديدة” لتحقيق هدنة جزئية أو طويلة، مع مناشدات من الدول العربية وأوروبا لعودة وقف إطلاق النار.
زيارة ترامب والتوقعات
الزيارة المقررة في الفترة من 13 إلى 16 مايو المقبل إلى السعودية وقطر والإمارات تحمل في طياتها فرصاً محتملة لاستئناف اتفاق الهدنة في قطاع غزة. وأوضح خبراء لـ”الشرق الأوسط” أن الضغوط المنتظرة من ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى الضغوط المفروضة على حركة “حماس”، قد تسهم في إنجاز هدنة سريعة.
وأعلن البيت الأبيض عن الزيارة، حيث أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ترامب يسعى لتعزيز العلاقات خلال جولته في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، أجرت إدارة ترامب مباحثات هاتفية مع نتنياهو، حيث تم مناقشة وقف إطلاق النار في غزة وعقد صفقة للمحتجزين.
مناشدات لوقف إطلاق النار
عبر وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في بيان مشترك، عن ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية. وفي سياق متصل، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بوقف فوري “لحرب الإبادة” ضد سكان غزة، مشدداً على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية.
أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على أن بلاده ستستمر في التعاون مع أشقائها والمجتمع الدولي لوقف القتال وإيصال المساعدات إلى غزة. كما أشار الصفدي إلى دعم جهود مصر وقطر مع الولايات المتحدة لتحقيق ذلك، مؤكداً على أهمية تنفيذ اتفاقية التبادل التي تم التوصل إليها في 19 يناير الماضي.
فشل الاتفاقات السابقة
انهار آخر اتفاق لوقف إطلاق النار في 18 مارس، عندما استأنفت إسرائيل قصف غزة، مما أدى إلى فشل المقترحات الأمريكية والمصرية والإسرائيلية في تهدئة الأوضاع. جاء ذلك بعد أن رفضت إسرائيل الدخول في المرحلة الثانية للتوصل إلى نهاية الحرب، وهو ما زاد من توتر الأوضاع في المنطقة.
يرى الخبير السياسي المصري، الدكتور عمرو الشوبكي، أن زيارة ترامب تعكس فرصاً حقيقية للتوصل إلى هدنة في غزة، نظراً لدوره البارز في التأثير على الجانب الإسرائيلي. كما أكد المحلل الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن ترامب يسعى للواجهة في وقت تشهد فيه المنطقة تهدئة محتملة، خاصة مع الموقف السعودي الداعم للحقوق الفلسطينية.
مفاوضات حماس وإسرائيل
تزامن مع زيارة ترامب، يُنتظر نتائج زيارة وفد من “حماس” للقاهرة بعد زيارته لتركيا، حيث سيتم طرح مبادرة تحوي خمسة بنود تشمل صفقة شاملة وهدنة طويلة. ولم تُفصح التفاصيل الرسمية حول المحادثات حتى الآن، حسبما أكد مصدر من حركة “حماس”.
وأفادت تقارير أن وفدًا إسرائيليًا تمهيدياً قد رافق المفاوضات في القاهرة لمحاولة تحقيق تقدم بشأن وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن. ويعتقد الشوبكي أن ورقة الرهائن تمثل الخطة الرئيسية لــ”حماس”، مشيراً إلى أنها لن تتخلى عنها إلا بمقابل قوي مثل هدنة طويلة.
كذلك، يعتقد الرقب أن “حماس” قد تقبل أي اقتراح لوقف الحرب مؤقتاً، بشرط وجود ضمانات حقيقية. وأكد أن الضغوط الأمريكية على نتنياهو قد تقود إلى نتائج إيجابية في الأيام القادمة.