الخميس 28 أغسطس 2025
spot_img

زيادة الرسوم الجمركية تعزز صناعة الصلب الأمريكية

spot_img

شهدت صناعة الصلب الأمريكية انتعاشًا ملحوظًا بفضل القرار الأخير للرئيس دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية، رغم المخاوف من تأثير ذلك على قطاعات أخرى في الاقتصاد.

زيادة الرسوم الجمركية

أصدر الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي برفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب من 25% إلى 50%. وقد بدأت هذه التدابير الجديدة اعتبارًا من منتصف ليل الأربعاء، بعد أن ألمح الرئيس لها الأسبوع الماضي.

وفي تجمع حاشد بولاية بنسلفانيا، صرح ترامب: “سنرفع الرسوم الجمركية على الصلب المستورد، مما سيساعد في تعزيز أمن صناعة الصلب في بلادنا”.

تأثير الزيادة على الألمنيوم

هذا الرفع الجديد في الرسوم شمل أيضًا منتجات الألمنيوم، بالإضافة إلى الرسوم المفروضة على السيارات وقطع الغيار المستوردة، وذلك استنادًا إلى سلطات تنفيذية لم تتأثر بأحكام المحاكم التي شككت في صلاحيات الرئيس بشأن فرض حواجز تجارية.

وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا من قبل شركات الصلب الأمريكية، التي اعتبرت أنها تتماشى مع مصالح الصناعة المحلية، في ظل الانتقادات المختلفة للسياسات الحمائية.

ترحيب من رابطة المصنّعين

أصدرت رابطة مصنعي الصلب بيانًا ثمنت فيه تصريحات ترامب، حيث أكدت أن “الصلب الأمريكي هو جوهر خطة الرئيس لإحياء التصنيع المحلي وإعادة البلاد إلى مركزها الاقتصادي الرائد”.

على الصعيد المالي، استجاب المستثمرون بشكل إيجابي لهذا القرار، حيث شهدت أسهم شركات الصلب الأمريكية ارتفاعًا جماعيًا يوم الإثنين، بالتزامن مع زيادة أسعار الصلب والألمنيوم في السوق المحلية.

مخاوف من تأثيرات الرسوم

بالمقابل، أعربت نقابة عمّال الصلب الأمريكية عن موقف متباين، إذ أكدت أن الرسوم الجمركية يمكن أن تُستخدم كأداة فعالة لموازنة الميزان التجاري، مشددة على ضرورة متابعة إصلاحات شاملة في النظام التجاري بالتعاون مع الحلفاء مثل كندا.

كما تناولت النقابة الشراكة المقترحة بين شركة U.S. Steel وشركة نيبون ستيل اليابانية، وهي صفقة عارضها ترامب سابقًا، لكنه أصبح الآن يروّج لها كوسيلة لخلق نحو 70 ألف وظيفة.

الوضع الحالي لصناعة الصلب

تحظى صناعة الصلب في الولايات المتحدة حاليًا بنحو 86 ألف عامل، وهو ما يمثل جزءًا بسيطًا من حوالي نصف مليون وظيفة كانت تؤمنها الصناعة بعد الحرب العالمية الثانية، رغم أن وتيرة التراجع في الوظائف قد تباطأت مؤخرًا.

يعتقد الخبراء أن العولمة التجارية كانت عاملًا مؤثرًا في تراجع هذه الصناعة على مدار عقود، بالإضافة إلى التأثيرات التكنولوجية الحديثة.

التطور التقني وتأثيره

أدى التقدم في تقنيات الإنتاج، مثل أفران القوس الكهربائي، إلى تحسين كفاءة العمليات، حيث انخفض الزمن اللازم لإنتاج طن من الصلب بشكل كبير، من 10 ساعات في أوائل الثمانينيات إلى ساعة واحدة فقط اليوم.

أظهرت دراسة سابقة أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في عام 2018 أسفرت عن خلق ألف وظيفة جديدة، لكنها أثرت سلبًا على الصناعات المعتمدة على الصلب، حيث خسر القطاع ما يصل إلى 75 ألف وظيفة نتيجة تراجع القدرة التنافسية بسبب ارتفاع التكاليف.

اقرأ أيضا

اخترنا لك