الجمعة 21 نوفمبر 2025
spot_img

“زنقة مالقة” يمزج الحب والحنين في الحياة المتقدمة سنًا

spot_img

عرض الفيلم المغربي الإسباني “زنقة مالقة” للمخرجة مريم توزاني ضمن العروض الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته السادسة والأربعين. ويتناول الفيلم قصة إنسانية مؤثرة تعكس حياة امرأة مسنّة في مدينة طنجة، وسط رغبة في استعادة هويتها.

إنجاز دولي مميز

حقق “زنقة مالقة” أول عرض عالمي له في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حيث نال جائزة الجمهور. كما تم اختياره ليكون التقديم المغربي لجائزة الأوسكار الثامنة والتسعين عن فئة أفضل فيلم روائي دولي.

تتميز بطولة الفيلم بالممثلة الإسبانية كارمن مورا، التي تملك مسيرة فنية تمتد لستة عقود وحققت العديد من الجوائز، منها أربع جوائز جويا وجائزة سيزار عام 2012.

يشترك في العمل كل من مارتا إيتورا، أحمد بولان، وماريا ألفونسا روسو، حيث تبرز الأداءات القوية للنجوم جميعاً.

رؤية جديدة للمخرجة

يعتبر “زنقة مالقة” أول تجربة إخراجية لمريم توزاني باللغة الإسبانية، بعد نجاح أفلامها السابقة “آدم” و”أزرق القفطان” التي نالت إشادة دولية وترشيحات للأوسكار.

يستوحى الفيلم من حياة جدة توزاني، التي كانت تعيش في طنجة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لتطلق بذلك عملاً مهنياً يحمل دلالات شخصية عديدة.

يسلط الفيلم الضوء على قصة حب وفقد، حيث يتم إدماج الفكاهة بمهارة مع لحظات عاطفية حزينة، مما يخلق تجربة مشاهدة ممتعة.

استقلالية وتحديات

تدور أحداث الفيلم حول ماريا، امرأة إسبانية تبلغ من العمر 79 عامًا، تعيش في شقة بطنجة. حياتها الهادئة تتعرض للتهديد عندما تضغط ابنتها لبيع المنزل.

ترفض ماريا التخلي عن استقلاليتها وكرامتها، مما يقودها إلى رحلة لاكتشاف الذات وإعادة تقييم ما يعتبره الحياة معنى جديداً.

تتجلى في الفيلم لحظات مؤثرة عند زيارة ماريا لمقابر أفراد عائلتها، حيث تدل هذه الزيارات على تمسكها بالماضي ورغبتها في الاحتفاظ بذكرياتها.

عودة إلى الجذور

تظهر الأزمات العائلية كيف يتباعد الأهل عن أبنائهم عند النضج. تشعر ماريا بالحنين لتجربتها الحياتية في طنجة، مما يعكس جزءًا من هويتها.

عندما تضطر للانتقال إلى دار المسنين، تجد طريقة للهروب والعودة إلى شقتها، لتبدأ من جديد التفكير في حياتها وطموحاتها.

تنظم ماريا أمسيات لمشاهدة مباريات كرة القدم، مما يعكس روح الحياة والنشاط الذي لا يزال ينبض بداخلها.

حب في وقت غير متوقع

بينما تتطور أحداث الفيلم، يبرز الحب بين ماريا وأسلم، حيث يتم تصوير علاقتهما بعناية وبدون أي تمييع، مما يمنح العمل عمقًا إنسانيًا فريدًا.

الجمال البصري للفيلم، بفضل عمل المصورة فيرجيني سوردي، يعكس انتماء البطلة لمدينة طنجة، حيث تتفاعل الأضواء والظلال بمهارة.

عمق إنساني وحساسية فنية

تعمل توزاني، بالتعاون مع زوجها نبيل عيوش، على إبراز كيف يمكن للفيلم أن يحتفظ بجميع العناصر القابلة للذاكرة من خلال الشخصيات والأحداث.

يعيش الفيلم حالة من الألفة والدفء حيث تتباين الحياة الاجتماعية بطابع مغربي وإسباني، مما يثري الحوار والثقافة المعروضة.

تختار توزاني نهاية مفتوحة، تاركة مساحة للجمهور للتأمل في تطورات الأحداث ورحلة البطلة في البحث عن هويتها.

“زنقة مالقة” هو عمل فني متكامل يتناول قضايا حيوية تتعلق بالكرامة والهوية، عبر توثيق رحلة امرأة تقاتل للحفاظ على مكانها في العالم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك