الأحد 7 سبتمبر 2025
spot_img

زلزال أفغانستان: قرى تسوى بالأرض وجهود إنقاذ صعبة

spot_img

أفغانستان تواجه كارثة إنسانية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب ولاية كونار، مخلفًا آلاف القتلى والجرحى وتدميرًا واسعًا للبنية التحتية والمنازل، في منطقة تعاني أساسًا من صعوبة الوصول إليها.

كونار.. مأساة طبيعية

وادي ديواجال، الذي كان يتميز بمناظره الخلابة، تحول إلى منطقة منكوبة، حيث فقد المزارع أحمد خان صافي منزله وعائلته، وتحولت حياته الرغيدة إلى كابوس.

الوصول إلى الوادي كان دائمًا تحديًا، يتطلب تغيير وسائل النقل عدة مرات وإكمال الرحلة سيرًا على الأقدام، ما فاقم من صعوبة جهود الإغاثة والإنقاذ.

تحت الأنقاض.. قصص مأساوية

منزل صافي المكون من 10 غرف، والذي بناه من الطين والحجر بسبب ارتفاع تكلفة مواد البناء، انهار بالكامل، ليقضي ليلته تحت الأنقاض، يصارع من أجل البقاء.

“كنت محاصرًا في الطين ولم أستطع التنفس”، هكذا وصف صافي معاناته لوكالة “أسوشييتد برس”، مضيفًا أنه كافح للخروج وأصيب بجروح خطيرة.

صعوبة الوصول تعيق الإنقاذ

على الرغم من أن الزلزال لم يكن الأقوى في تاريخ أفغانستان الحديث، إلا أن وعورة المنطقة النائية في كونار شكلت تحديًا كبيرًا أمام جهود الإنقاذ والإغاثة.

سلطات حركة “طالبان” أرسلت مروحيات وفرق كوماندوز، لكن عدم وجود مهابط للطائرات وصعوبة المسالك أعاق وصول المساعدات إلى المتضررين.

عائلات بأكملها في عداد المفقودين

“لم يبق منزل واحد دون قتلى أو جرحى”، قال صافي بحرقة، مشيرًا إلى أن نحو 130 شخصًا لقوا حتفهم في منطقته، بينهم 22 فردًا من عائلته.

الزلزال محا عائلات بأكملها، وأصبح الآلاف في عداد المفقودين، وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا مع استمرار عمليات البحث.

الوضع الاقتصادي المتدهور

“كل ما كان لدينا من ثروة ومدخرات ضاع”، يقول صافي، مشيرًا إلى أن عائلته فقدت نحو 300 رأس من الماشية، وهو ما يمثل مصدر رزقهم الوحيد.

الزراعة وتربية الماشية كانتا عماد اقتصاد القرية، والآن، يواجه السكان مستقبلًا مجهولًا في ظل تدمير المنازل والمزارع.

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية

الأمم المتحدة تقدر أن الزلزال أثر على نحو 500 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال، وأن المجتمعات المتضررة تشمل العائدين قسرًا من الدول المجاورة.

تضرر الطرق والجسور وعشرات مصادر المياه، ما يزيد من المخاطر الصحية على الناجين، وسط نقص حاد في المأوى والغذاء.

الأمطار تزيد المعاناة

الأمطار الغزيرة تسببت في انهيارات أرضية وفيضانات، ما فاقم الأوضاع المأساوية، في حين دُمرت المدارس والمرافق الصحية.

منحدرات كونار الشديدة تحولت إلى منطقة حرب، حيث هُدمت المنازل التي استغرق بناؤها سنوات في لحظات، وفقًا لتقييم “جمعية الإغاثة الإسلامية”.

فقدان الأحبة.. مأساة لا تُنسى

غلام رحمن، من منطقة تشوكاي، فقد زوجته وخمسة من أطفاله في الزلزال، وظل محاصرًا تحت الأنقاض بجوار زوجته وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

“كان الغبار والحجارة الصغيرة في فمي، لم أستطع الكلام بشكل سليم”، يقول رحمن، الذي نجا اثنان فقط من أبنائه السبعة.

مستقبل مجهول ينتظر الناجين

رحمان عرض قطعة من أرضه الزراعية لدفن ضحايا الزلزال، مطالبًا الحكومة بتوفير أرض مستوية للسكن، بعد أن أصبح العيش في الجبال أمرًا مستحيلًا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك