شمال أفغانستان يواجه كارثة إنسانية جديدة إثر زلزال مدمر أودى بحياة العشرات، وأصاب المئات، بينما يكافح الناجون البرد القارس ونقص الموارد الأساسية، وسط توقعات بتفاقم الوضع مع هطول الأمطار.
حصيلة الزلزال المأساوي
أسفر الزلزال الذي بلغت قوته 6.3 درجة، والذي ضرب منطقة خولم في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين، عن مصرع 27 شخصًا وإصابة 956 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة العامة.
الزلزال المدمر تسبب في تشريد العديد من الأسر، التي اضطرت لقضاء ليلتها في العراء في ظل انخفاض شديد في درجات الحرارة، حيث يسابقون الزمن لإنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم من تحت الأنقاض.
أضرار جسيمة بالمعالم الأثرية
لم يسلم التراث الثقافي من آثار الزلزال، حيث لحقت أضرار بالغة بالمسجد الأزرق الشهير في مزار شريف وقصر باغ جاهان ناما في خولم، وهما من أبرز المعالم التاريخية في المنطقة.
المسجد الأزرق، الذي يعد مزارًا دينيًا هامًا، شهد تضرر مئذنته وسقوط أجزاء من جدرانه، بينما انهار جدار وبرج في قصر باغ جاهان ناما، مما يهدد بتفاقم الأضرار مع قدوم فصل الشتاء.
الناجون يواجهون البرد والمعاناة
الناجون من الزلزال يعيشون أوضاعًا مأساوية في خولم، حيث يواجهون نقصًا حادًا في الخيام والمستلزمات الأساسية، بالإضافة إلى الخوف المستمر من الهزات الارتدادية.
أحد سكان المنطقة وصف الوضع بالكارثي، مؤكدًا أن منزله انهار بالكامل وأن أطفاله مرضوا بسبب البرد، في ظل غياب المرافق الصحية الأساسية.
جهود الإنقاذ والمساعدات
فرق الإنقاذ تواصل عملها في المناطق المتضررة، بينما تسعى المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات الطارئة للناجين، وسط صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق النائية.
منظمة الصحة العالمية أعلنت عن تضرر بعض المرافق الصحية وانهيار مختبر مستشفى سامانغان، مما يعيق جهود الاستجابة الطبية الطارئة.
أفغانستان والكوارث الطبيعية
أفغانستان، التي تعاني من الفقر وعدم الاستقرار، تواجه صعوبات متزايدة في التعامل مع الكوارث الطبيعية المتكررة، خاصة في ظل ضعف البنية التحتية وسوء جودة البناء.
الجدير بالذكر أن زلزالًا مماثلًا ضرب شرق أفغانستان في أغسطس الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 2200 شخص، مما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لتعزيز قدرات الاستعداد والاستجابة للكوارث في البلاد.


