السبت 6 سبتمبر 2025
spot_img

زلزال أفغانستان: دفن الموتى بالخشب والبلاستيك وصعوبة الوصول للقرى

spot_img

أفغانستان تفجع بفقدان عائلة كاملة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة كونار الجبلية، حيث أودى بحياة زوجة مير سلام خان وأطفاله الثلاثة، وسط جهود إغاثية شاقة تواجه صعوبات في الوصول إلى المناطق المتضررة.

دفن الموتى بالتصرف

في قرية مزار دارا المنكوبة، يروي مير سلام خان (65 عاماً) تفاصيل الدفن المؤلمة لعائلته، قائلاً: «دفناهم باستخدام ألواح من الخشب والبلاستيك حتى لا يسقط التراب مباشرة على أجسادهم… هذا كل ما استطعنا فعله».

الزلزال العنيف، الذي يعد الأقوى منذ سنوات، تسبب في مقتل أكثر من 1400 شخص وتدمير ما يزيد عن 5 آلاف منزل، وفقاً لمسؤولي “طالبان”، مع تزايد التحديات أمام فرق الإنقاذ بسبب الأحوال الجوية القاسية والتضاريس الوعرة.

“لم نشهد مثله قط”

يونس خان (45 عاماً)، أحد الناجين، يصف الزلزال بأنه غير مسبوق، قائلاً: «لم نشهد مثل هذا الزلزال في التاريخ قط». يتحدث من بين أنقاض منزله الطيني، حيث فقد ثلاثة من أفراد أسرته المكونة من 12 شخصاً.

وسط الدمار الشامل، يواجه الناجون صعوبات جمة في دفن موتاهم، إذ يضطرون إلى استخدام الخشب والبلاستيك المتاح من بين الأنقاض، في ظل ندرة الإمكانيات وتضرر المنازل.

قرى تحت الأنقاض

معظم الناجين لا يزالون عالقين تحت الأنقاض، حيث يدفنون موتاهم في مقابر جماعية، بينما تحاول فرق الإغاثة الوصول إلى القرى النائية وسط الأمطار الغزيرة.

يقول يونس: «هطلت الأمطار الليلة الماضية، ولم يكن لدينا مأوى. خمس أو ست عائلات تحتمي في خيمة واحدة، ولا توجد أي مؤن. حتى الجثث ملقاة تحت المطر، تنتظر الدفن».

جهود الإغاثة

نمير الله (30 عاماً)، متطوع من قرية تشابا دارا المجاورة، يشارك في جهود الإنقاذ، قائلاً: «لا يزال الشهداء تحت الأنقاض والمصابون كثيرون جداً… الناس تركوا منازلهم ويعيشون الآن في حقول الذرة والبساتين في حالة رعب من الهزات الارتدادية التي تحدث كل بضع دقائق».

وزارة الدفاع الأفغانية أكدت نقل أكثر من 1900 شخص في 155 رحلة جوية، وتوصيل 10 آلاف كيلوغرام من الإمدادات إلى المناطق المتضررة.

تفاقم الأوضاع

الزلزال يأتي في وقت تعاني فيه أفغانستان من الفقر والحرب وتناقص المساعدات، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نصف السكان البالغ عددهم 40 مليون نسمة بحاجة إلى المساعدة.

بعد مرور أكثر من يومين، يواصل سلام البحث عن ابنه وابنته تحت الأنقاض، معبراً عن يأسه بسبب نقص المعدات الثقيلة.

الخوف من الهزات

في شرق أفغانستان، يعيش الناجون حالة من الخوف والرعب، حيث يفضلون النوم في العراء خشية الهزات الارتدادية. الزلزال الذي بلغت قوته ست درجات، تسبب في دمار هائل وتبعته هزات ارتدادية قوية.

عمران محمد عارف، من قرية دار النور، يؤكد أنه ينام في الخارج مع عائلته، قائلاً: «وقعت هزة أمس وكانت هناك هزة أخرى هذا الصباح».

طلب المساعدة العاجلة

في قرية دار النور، يتم بناء ملاجئ مؤقتة من مواد متوافرة، بينما تمكن البعض من الوصول إلى جلال آباد. الطبيبة فرشتا (42 عاماً) تقول: «نحن خائفون للغاية… لا نبقى في المنزل بل ننام في الحديقة، ولا ننفك عن التفكير بأن زلزالاً آخر سيقع».

إعجاز الحق ياد، مسؤول حكومي، يحذر من أن الناجين الذين يلجأون إلى مناطق منخفضة معرضون لخطر الانهيارات الأرضية.

صعوبة الوصول للمنكوبين

السلطات أفادت بتدمير نحو 7 آلاف منزل، مما أدى إلى تشريد الكثير من الأسر. الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصليب الأحمر يواجهان صعوبات في توزيع المساعدات بسبب صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.

سورة، ربة منزل أصيبت في الزلزال، تناشد: «ساعدونا، امنحونا مأوى، لم يبقَ لنا شيء». برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن الزلزال يزيد من معاناة الأسر التي تعاني أصلاً من نقص الغذاء وسوء التغذية.

بانتظار المساعدات

في اليوم الثالث من عمليات الإنقاذ، لا يزال المسعفون يحاولون الوصول إلى الناجين الذين يعيشون لحظات قاسية بعد أن فقدوا كل شيء. الزلزال تسبب في مقتل 1469 شخصاً وإصابة أكثر من 3500 آخرين، وتدمير نحو سبعة آلاف منزل.

عمر خان عمري (56 عاماً) يقول: «دمرت بلدتنا ولم يصمد منزل واحد حتى».

سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح

المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة تعمل في سباق مع الزمن لتقديم المساعدة، خاصة مع تقليص المساعدات الدولية. منظمة “أنقذوا الأطفال” أعلنت أن فرقها مشت عشرين كيلومتراً حاملة معدات طبية للوصول إلى قرية معزولة.

مالك شهويز (55 عاماً) يقول: «لن ندع أطفالنا يعودون إلى المنازل. لقد اهتزت وتصدعت جدرانها وحتى انهارت بعض الأسقف». منظمة “أكشن إيد” تؤكد أنها “في سباق مع الزمن”. سريكانتا ميسرا، مدير الخدمات العامة، يحذر من أن الخدمات العامة لم تعد قادرة على تلبية الاحتياجات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك