الأحد 20 أبريل 2025
spot_img

روسيا تنفذ مداهمات لصالات رياضية لتجنيد الشباب

أعلنت نشطاء حقوق الإنسان في روسيا عن قيام السلطات بعمليات مداهمة متكررة لصالات الألعاب الرياضية، حيث يتم اعتقال أفراد بغرض تجنيدهم في الحرب المستمرة في أوكرانيا.

مداهمة الرياضيين

وأفادت التقارير، وفقاً لصحيفة «تلغراف» البريطانية، أن الشرطة تركز على المهاجرين غير الشرعيين والمتهربين من الخدمة العسكرية خلال هذه المداهمات.

وأكد النشطاء أن هذه العمليات قد بدأت في عدة مدن روسية منذ أسابيع، حتى قبيل إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً بتجنيد 160 ألف رجل، وهو أكبر تجنيد يشهده الجيش الروسي منذ عام 2011.

تفاصيل المداهمات

وأشار الشهود إلى أن الشرطة تقوم بتصنيف الممارسين في الصالات الرياضية إلى مواطنين وغير مواطنين، فيما يتم اقتياد الروس إلى مكاتب التجنيد لفحص سجلاتهم العسكرية.

على صعيد آخر، نقلت منصة «كارنت تايم» الروسية المستقلة عن موظفين أن غير المواطنين يواجهون اتهامات بانتهاك قوانين الهجرة، مع وجود خيارين أمامهم: إما الترحيل أو التجنيد الإجباري في الجيش.

لقطات مروعة

عرضت لقطات لمداهمة تمت في 30 مارس مشاهد مروعة حيث تم وضع عشرات الرجال والنساء على الأرض، مع توجيههم لخفض رؤوسهم ورفع أيديهم. وبعد ذلك، تم مداهمة فرع آخر من صالة رياضية ذاتها.

وأفاد شهود عيان أن النساء حصلن على إذن بالمغادرة، بينما تمت معالجة الرجال حسب عرقهم أو جنسيتهم قبل أن يُطلب منهم إبراز الوثائق.

تجارب رواد الصالة

واستذكر أحد رواد الصالة الرياضية، عبر منصة «تلغرام»، اللحظة المروعة حيث كان يمارس الرياضة وفجأة تم توقيفه مع الآخرين بطرق قاسية.

ولفت آخر إلى أن الشرطة قامت بالتحقق من جوازات سفر جميع الرجال، لتتبع سجلاتهم العسكرية والتأكد من التزامهم بالخدمة العسكرية.

اشتباكات قانونية

انطلقت التقارير حول أن المداهمات أصبحت أمراً روتينياً، حيث تُنفذ مرتين تقريباً في الشهر في مدن موسكو وسانت بطرسبرغ وإركوتسك ويكاترينبورغ.

بمجرد مراجعة السجلات، يتم الإفراج عن بعض الرجال في حين يتم تسليم استدعاءات عسكرية للبعض الآخر كجزء من الإجراءات المتبعة.

الإجبار على الخدمة

أفادت أناستازيا، المقيمة بالقرب من موسكو، بأن زوجها يتواجد حالياً في المحكمة، حيث وُجه له استدعاء غير قانوني رغم حصوله على إعفاء منذ عامين.

وفي تطور آخر، تتضمن الحالات التي يتم فيها اتهام المهاجرين بمخالفات بسيطة عرضهم للتجنيد في الجيش كبديل عن الترحيل.

أساليب تكتيكات التجنيد

اعتبرت المحامية فالنتينا تشوبيك أن السلطات تركز على استهداف غير المواطنين فقط، حيث يتم فصلهم عن المواطنين واتهامهم بمخالفات طفيفة لدفعهم نحو التجنيد.

وتحدثت ناشطة حقوقية أخرى عن استهداف السلطات لصالات رياضية يرتادها مهاجرون بصورة متعمدة.

استراتيجية الكرملين

وفي ضوء ذلك، أكدت الخبيرة إميلي فيريس من المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن التكتيكات المستخدمة كانت أكثر عدوانية مما اعتاد عليه الروس، مشيرة إلى زيادة الاعتماد على الترغيب والترهيب في عملية التجنيد.

وكشف التحليل الأخير أن الكرملين يقدم مكافآت مالية كبيرة لجذب مجندين جدد، حيث شهدت معدلات التسجيل ارتفاعاً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

ارتفاع متطوعي الجيش الروسي

في الوقت الحالي، يسجل الجيش الروسي ما بين 1000 و1500 متطوع يومياً، مقارنةً بـ600 متطوع يومياً في العام الماضي، مما يعكس سياسة التجنيد النشطة.

ترتبط هذه الحملة في سياق ضغط الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من أجل إنهاء النزاع، بينما تستمر السلطات الروسية في التوسع في عمليات التجنيد.

آفاق الحرب

تُظهر هذه الحملات أن روسيا لا تسعى للسلام في الوقت الفوري، رغم عدم إرسال المجندين الجدد إلى خطوط المواجهة على الفور، مع تركيز السلطات على السيطرة على أكبر قدر من الأراضي.

يتوقع المحللون أن تستمر روسيا في هذه الجهود لمدة قد تصل إلي عام، ما لم تتغير ظروف المعركة والحرب في أوكرانيا بشكل جذري.

اقرأ أيضا

اخترنا لك