الأحد 20 أبريل 2025
spot_img

روسيا تكشف عن مدفع “لوتس” الذاتي الدفع بمعرض IDEX 2025

أعلنت روسيا عن عرض مدفعها ذاتي الدفع من الجيل الجديد، 120 ملم “لوتس”، في معرض IDEX 2025، الذي سيقام في الإمارات العربية المتحدة من 17 إلى 21 فبراير. تم تطوير “لوتس” من قِبل معهد TsNIITochMash، وهو جزء من مجموعة كلاشينكوف، ويُعتبر الجيل التالي من المدافع الذاتية الدفع التي كانت تعتمد على طرازات الحقبة السوفيتية مثل “نونا-إس إم” مع تحسينات ملحوظة في الأداء.

اختبارات الأداء

في نوفمبر 2024، صرح الرئيس التنفيذي لمجموعة كلاشينكوف، أللان لوشنيكوف، أن النظام دخل مرحلة التجارب الحكومية، حيث تم التحقق بنجاح من أدائه. تضمنت الاختبارات استخدام قذائف توليد الهباء الجوي، المصممة لمواجهة الأسلحة الموجهة بدقة من خلال تشويش أنظمة الرؤية والتوجيه.

أثبتت النتائج أن مدفع “لوتس” يتفوق على سابقيه من حيث المدى والقوة والبقاء في ساحة المعركة، وهو عامل رئيسي في جهود روسيا لتحديث قواتها المدفعية الجوية.

ميزات فريدة

من أبرز ميزات “لوتس” قدرته على النشر الجوي. على عكس المدافع الذاتية الدفع التقليدية، يمكن إسقاطه بالمظلات في حالة جاهزية قتالية، حيث يكون طاقمه داخل المدفع، مما يتيح له فتح النار بعد وقت قصير من الهبوط، وهو ما يجعله عنصرًا أساسيًا لقوات الرد السريع.

عندما يتواجد “لوتس” على الأرض، يمكنه إطلاق النار من مواقع ثابتة، معدة مسبقًا، أو مخفية، ومهاجمة الأهداف بقذائف تقليدية وموجهة بدقة. تتميّز النسخة الجديدة بمدفع دوار بالكامل، يسمح بالتفاعل في نطاق 360 درجة، مما يعزز المرونة بشكل كبير في سيناريوهات القتال الديناميكية.

تحسينات تقنية

لا تتوقف التحسينات عند هذا الحد، حيث يتميز “لوتس” بأنظمة تحكم نيران آلية، مما يزيد من دقة وسرعة التفاعل، بالإضافة إلى نظام آلي للتعامل مع الذخيرة، مما يقلل من عبء العمل على الطاقم ويزيد معدل إطلاق النار.

تتمتع القذائف المتفجرة القياسية بمدى أكبر مقارنة بتلك التي أطلقتها “نونا-إس إم”، بينما تعزز الحماية المحسنة من بقاء الطاقم في بيئات عالية التهديد.

آفاق السوق الدولية

تمثل “لوتس” خطوة جديدة في استراتيجية روسيا لجذب المشترين الأجانب، خصوصًا أولئك الذين يبحثون عن خيارات دعم ناري خفيفة وسهلة النقل. بالنظر إلى الطلب المتزايد على أنظمة المدفعية القابلة للتوجيه بدقة، قد تجد “لوتس” نفسها قريبًا في ترسانات القوات القتالية الجوية والقوات السريعة حول العالم.

بالمقارنة مع المنصات المدفعية التقليدية التي تعتمد على قوة نارية ثقيلة، تركز “لوتس” على الحركة والانتشار السريع ودقة النيران، مما يتماشى مع الاستراتيجية الروسية الرامية لتزويد قواتها الجوية الحرية بخيارات حديثة لدعم النيران.

التحديات والانتقادات

رغم ميزاته، يثير “لوتس” عدة تساؤلات بشأن بقائه وفاعليته في ساحة القتال. على الرغم من ادعاءات روسيا بإمكانية إسقاطه مع الطاقم، إلا أن ذلك يحمل مخاطر كبيرة، حيث يمكن أن تتسبب أي هبوط خاطئ أو ضرر هيكلي في تعطيل المركبة قبل الدخول في المعركة.

علاوة على ذلك، يفتقر “لوتس” إلى الدروع الثقيلة التي تُستخدم في المدافع الغربية مثل “م109 بالادين” أو “ك9 ثاندر”، مما يجعله عرضة للتهديدات الحديثة مثل الذخائر الطائرة وصواريخ مكافحة الدبابات.

نظرة إلى المستقبل

ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، هناك تكهنات حول إمكانية استخدام “لوتس” في النزاع، رغم أن النظام يُعد مُخصصًا أساسًا لقوات الهبوط، حيث قامت روسيا بإعادة تهيئة أنظمة مختلفة من القوات الجوية لأدوار القتال الأرضية. إذا تم تقديم “لوتس” في ساحة المعركة، قد يوفر قدرات إطلاق النار السريعة، لكن درعها الخفيف سيجعلها هدفًا سهلًا في المناطق المتنازع عليها.

بينما يتجه “لوتس” نحو عرضه الدولي في IDEX 2025، يبقى مستقبله غير مؤكد. إذا تمكنت روسيا من وضعه كخيار فعال من حيث التكلفة والدعم الناري لقوات الهبوط، فقد يجد المشترين. لكن في عصر تسود فيه دقة الذخائر وأنظمة المدفعية المترابطة، قد يواجه “لوتس” صعوبة في اكتساب موطئ قدم وسط منصات أكثر متانة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك