تواصل روسيا تحديث وتعزيز قدراتها المدفعية من خلال إدخال نوع جديد من الذخائر إلى نظام قاذف اللهب الثقيل TOS-2، حيث تم تزويده بصواريخ حرارية من طراز TBS-3M عيار 220 ملم، مما أدى إلى زيادة مدى النظام الأقصى ليصل إلى 15 كيلومتراً، مقارنة بـ12 كيلومتراً في السابق، وفقاً لموقع Army Recognition.
يأتي هذا التحسين ليعزز الأداء القتالي للنظام، موفراً أماناً تكتيكياً أكبر لطاقم المدفعية دون الحاجة إلى إجراء تعديلات على القاذف نفسه.
تحسينات تقنية
تضمنت التطورات في صواريخ TBS-3M تحسينات تقنية مثل استخدام شحنة وقود ذات نبضات أعلى ورأس حربي حراري أخف وزناً. وتمكن هذه التحديثات الذخائر من قطع مسافات أطول مع الحفاظ على فعالية تدميرية مرتفعة.
آلية عمل الذخائر الحرارية تعتمد على نشر رذاذ الوقود والهواء قبل التفجير، مما ينتج انفجاراً شديداً يتميز بدرجات حرارة عالية وموجة ضغط قوية. وتحافظ هذه الصواريخ على الخصائص التدميرية المعروفة، مما يسمح بتحييد مواقع العدو بفعالية من مسافات آمنة.
القدرة على الفتك
تتميز الأسلحة الحرارية بقدرتها الفائقة على تدمير الأهداف في الأماكن الضيقة، مثل المخابئ والخنادق والمناطق الحضرية. وعند الانفجار، يستهلك التفجير الأكسجين في المنطقة المجاورة، مما يسبب تأثير فراغ قد يؤدي لإصابات داخلية خطيرة حتى لمن يتخذون ملاذات آمنة، ويمكن أن تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 2000 درجة مئوية.
نظراً لهذا التأثير المدمر، فإن الذخائر الحرارية تستخدم غالباً لمنع الوصول إلى مناطق معينة واختراق المخابئ، فضلاً عن السيناريوهات القتالية التي تتطلب تحييد المشاة المتحصنين بشكل سريع ودقيق.
نظام TOS-2 المتطور
يعد نظام TOS-2 منصة متطورة للغاية، حيث يشتمل على منظومة تحكم آلي متكاملة في إطلاق النار. يشتمل النظام على منظار تصوير حراري وحاسوب باليستي، بالإضافة إلى جهاز ليزر لتحديد المدى، مما يضمن إصابة دقيقة للأهداف في مختلف الظروف البيئية.
تساهم هذه الأنظمة في تحسين فعالية العمل في ساحة المعركة وسرعة اتخاذ القرار بفضل واجهة الاستخدام العصرية وسريعة الاستجابة.
إطلاق النار القوي
تمتاز منصة TOS-2 بقدرتها على إطلاق قوة نارية مدمرة على مساحة واسعة، حيث تحتوي كل مركبة على 18 أنبوب إطلاق لصواريخ عيار 220 ملم، مما يمكنها من تغطية مساحة تصل إلى 6 هكتارات عند إطلاق وابل كامل من الصواريخ.
الرؤوس الحربية الحرارية فعّالة في تدمير الأفراد والأهداف الخفيفة داخل منطقة الانفجار، مما يجعلها أداة مؤثرة في التأثير النفسي والمعنوي في ساحة المعركة.
استخدامات ميدانية
النظام TOS-2 مُركب على هيكل Ural-63706-0120 سداسي الدفع، مما يعزز من قابلية الحركة مقارنة بالأنظمة المجنزرة السابقة مثل TOS-1A. وهذا يسمح بمرونة أكبر في المناورات عبر مختلف التضاريس.
تُظهر التقارير من ساحة المعركة أن نظام TOS-2 استخدم في الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تم نشره في دعم الهجمات البرية، مع التركيز على استهداف المواقع الأوكرانية المحصنة والمعاقل الحضرية.
تحول بارز في المعارك
يعتبر هذا التحول “إنجازاً مهماً” في تاريخ نظام TOS-2، الذي تحول من أداة تُستخدم للعروض العسكرية إلى عنصر فعال في ترسانة المدفعية الروسية الحديثة.
مع دمج صواريخ TBS-3M الحرارية الجديدة، يؤكد نظام TOS-2 على كونه سلاحًا أكثر فتكًا وتنوعًا، حيث يعزز مدى النظام المحسن وقوته التدميرية، مما يُعزز من دوره في الحروب المعاصرة.