أعلنت القوات المسلحة الروسية عن تشكيل أول فوج كامل مزود بأنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى S-500، مما يمثل خطوة استراتيجية مهمة في تعزيز قدرات البلاد الدفاعية. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطط موسكو لنشر أنظمة متقدمة في شتى المناطق.
وكشف رئيس الأركان العامة للجيش الروسي، فاليري جيراسيموف، عن نشر الأنظمة، دون تحديد عدد البطاريات وأنظمة الرادار التي تم إدخالها في الخدمة، وذلك وفقاً لمجلة Military Watch.
خصائص الفوج الجديد
على الرغم من أن كل فوج من نظام الدفاع الجوي الأقدم S-400 يتضمن 16 قاذفة صواريخ أرض-جو، بالإضافة إلى رادارات متنقلة ومراكز قيادة، إلا أن عدد القاذفات في فوج S-500 لم يُحدد بعد. ويحمل كل قاذف من نظام S-500 صاروخين، بالمقارنة مع 4 صواريخ في نظام S-400.
تتميز صواريخ S-500 بمدى استهداف يصل إلى 600 كيلومتر، متفوقة بذلك على مدى نظام S-400 الذي يبلغ 400 كيلومتر، وكذلك على أنظمة THAAD وPatriot الأمريكية التي تصل إلى 200 كيلومتر.
يتكون كل فوج من نظام S-400 من كتيبتين تحتويان على 8 قاذفات، في حين أن التوزيع الأسري لنظام S-500 قد يختلف. يجسد نظام S-500 إضافة جديدة لشبكة الدفاع الجوي الروسية، حيث يتم وضعه بين الأنظمة التكتيكية مثل S-300 وS-400، والنظام الاستراتيجي A-235 الذي يهدف للدفاع ضد الهجمات الصاروخية العابرة للقارات.
اختبارات سابقة
سبق تشكيل الفوج الجديد أن شهد نظام S-500 عمليات نشر متعددة لأغراض الاختبار والعمليات، حيث تم تداوله بكثرة منذ ظهور التقارير عن قدراته.
في يونيو الماضي، أكد كيريلو بودانوف، رئيس مديرية استخبارات الدفاع الأوكرانية، أن القوات الروسية قامت بنشر نظام S-500 في منطقة كيرتش، بالقرب من شبه جزيرة القرم، لحماية جسر مضيق كيرتش الرابط بين المنطقة والبر الروسي.
كما أفادت تقارير في ديسمبر 2021 بتشغيل الأنظمة الصاروخية الروسية الجديدة في القطب الشمالي. يتميز نظام S-500 بقدرته على التعامل مع الأهداف بسرعات وارتفاعات مرتفعة، ويُعتبر فعّالاً في استهداف الأقمار الاصطناعية والطائرات الفضائية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
قدرات نظام S-500
وقالت Military Watch إن القدرة على اعتراض المقذوفات على مسافات كبيرة، إلى جانب مستوى عالٍ من الحركة، يميز نظام S-500 عن الأنظمة الأخرى في العالم. إن مدى الاشتباك الطويل الذي يتمتع به النظام يشكل تهديدًا كبيرًا للأصول العسكرية مثل الناقلات وأنظمة الإنذار المبكر والتحكم التي تعتبر ضرورية لعمل القوة الجوية لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ومع ذلك، لا يُعتبر النظام مُحسَّناً للتعامل مع الأهداف بحجم المقاتلات، رغم أن مستشعراته القوية قد تتكامل مع مستشعرات الأنظمة الأخرى مثل S-400 لمساعدتها في مواجهة الأهداف الخفية على مسافات أبعد.
