شنت روسيا هجوماً واسع النطاق على أوكرانيا باستخدام الطائرات المسيّرة، استهدف كييف وسومي وزابوريجيا، وأسفر عن مقتل 14 شخصاً، كما ألحق أضراراً بمقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف، مما أثار إدانات دولية واسعة.
تصعيد الهجمات الروسية
يُعد هذا الهجوم الروسي المشترك بالطائرات المسيّرة والصواريخ الأكبر على كييف منذ أسابيع، في ظل تعثر جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
أعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا شنت هجمات في أنحاء البلاد، الليلة الماضية، باستخدام 59 طائرة مسيّرة هجومية وخداعية و31 صاروخاً من طرازات مختلفة، مما يجعلها إحدى أكبر الهجمات الجوية منذ بدء الحرب.
استهداف الدبلوماسيين
اتهم وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، روسيا باستهداف الدبلوماسيين عمداً، معتبراً ذلك انتهاكاً لاتفاقية فيينا، ودعا إلى إدانة دولية للهجوم.
المفوضة الأوروبية لشؤون التوسع، مارتا كوس، أدانت بشدة الهجمات، واعتبرتها دليلاً واضحاً على رفض روسيا للسلام واختيارها للإرهاب.
تفاصيل الهجوم على كييف
سُمع دوي انفجارات في كييف، وأكد رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو تفعيل الدفاعات الجوية، مضيفاً أن طائرة مسيّرة روسية سقطت في فناء مبنى سكني لكنها لم تنفجر، كما تم الإبلاغ عن انفجارات في مدينتي سومي وزابوريجيا.
الكرملين نفى استهداف المدنيين، مؤكداً أن المنشآت التي ضُربت هي قواعد جوية لها صلة بالجيش الأوكراني، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها شنت ضربة مكثفة على أوكرانيا، وأصابت كل أهدافها المحددة، وسيطرت على منطقة نيليبيفكا السكنية في شرق أوكرانيا.
إدانات دولية واسعة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ندد بالترهيب والهمجية الروسية في أوكرانيا، واصفاً الهجمات بـ “اللامعنى والوحشية البالغة”.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتخريب الآمال بتحقيق السلام في أوكرانيا، مؤكداً أن الضربات أدت إلى تضرر مبنى المجلس الثقافي البريطاني في كييف.
موقف الاتحاد الأوروبي
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رأت أن الضربات الروسية تظهر أن موسكو لن يثنيها شيء عن ترهيب أوكرانيا، معتبرة الهجوم اعتداء على بعثة الاتحاد الأوروبي.
مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أعلنت استدعاء مبعوث موسكو، وأكدت أن عزم البعثة على مواصلة دعم أوكرانيا يمنحهم القوة.
رسالة زيلينسكي
الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أكد أن روسيا تختار الصواريخ الباليستية بدلاً من طاولة المفاوضات، مطالباً بفرض عقوبات صارمة جديدة عليها بسبب رفضها وقف إطلاق النار.
وأضاف زيلينسكي أن الروس لا يفهمون إلا القوة والضغط، ويجب أن تشعر موسكو بوطأة عواقب أي ضربة تنفذها.
هجمات متبادلة
أفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس) بصدور إنذارات جوية في إقليم ليبيتسك الروسي بسبب طائرات مسيّرة أوكرانية قادمة.
أعلنت روسيا إخماد حريق اندلع في مصفاة نفط بمنطقة كراسنودار عقب هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة، في إطار حملة كييف لاستهداف قطاع الطاقة الروسي.
استهداف مصافي النفط
صعّدت كييف هجماتها بالمسيّرات على مصافي النفط الروسية لإظهار قدرتها على الرد، وتشير تقديرات إلى أن الهجمات الأوكرانية تسببت في تعطيل ما لا يقل عن 17% من طاقة مصافي التكرير في روسيا.
القوات المسلحة الأوكرانية أكدت استهداف مصفاة أفيبسكي في منطقة كراسنودار، ومصفاة كويبيشيف في منطقة سامارا الروسية.
الوضع في سامارا وكراسنودار
وزارة الدفاع الروسية قالت إنها أسقطت 102 مسيّرة أوكرانية خلال الليل في سبع مناطق، من بينها سامارا.
حاكم سامارا فياتشيسلاف فيدوريشيف أشار إلى تدمير 21 طائرة مسيّرة أوكرانية وإخماد الحريق الذي اندلع بسرعة.
نقص الوقود في روسيا
لم يتضح حجم الأضرار التي لحقت بمنشأة كراسنودار، وأعلنت عدة مناطق في روسيا نقص البنزين هذا الشهر، في أعقاب تصعيد أوكرانيا لهجماتها.
فرضت روسيا حظر تصدير البنزين في محاولة لمنع حدوث عجز خلال ذروة الطلب الناتج عن السفر في الصيف وموسم حصاد الحبوب.
مفاوضات السلام المحتملة
تؤكد كييف أهمية الحصول على ضمانات أمنية من الغرب، في إطار أي اتفاق سلام، بينما تتمسك روسيا بمطالب، منها تخلي أوكرانيا عن مناطق محتلة والتخلي عن مسعاها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
أعلن الرئيس الأوكراني أن كبار مفاوضيه سيتوجهون إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
الضمانات الأمنية
تهدف الضمانات الأمنية إلى حماية أوكرانيا من أي عدوان روسي متجدد بعد انتهاء الحرب.
روسيا أعلنت أنها لا تزال مهتمة بمباحثات السلام لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا.