ليلة دامية في أوكرانيا، حيث أسفرت الضربات الجوية الروسية، التي وصفتها كييف بأنها الأعنف منذ بداية الصراع، عن إصابة سبعة أشخاص على الأقل في عدة مناطق متفرقة. يأتي ذلك في ظل جمود محادثات السلام واستمرار القصف اليومي الذي يستهدف المدن والقرى الأوكرانية.
القوات الجوية الأوكرانية أحصت إطلاق روسيا، التي تسيطر على خُمس الأراضي الأوكرانية، لـ477 طائرة مسيرة و60 صاروخًا متنوعًا. وتمكنت الدفاعات الأوكرانية من تحييد 475 طائرة مسيرة و39 صاروخًا، في حين سُجلت ستة آثار لضربات روسية.
تعزيز الدفاعات الجوية
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باتخاذ قرار بمواصلة الحرب، مناشدًا المجتمع الدولي تقديم الدعم. وأكد زيلينسكي على الحاجة الماسة لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، واصفًا إياها بأنها “أفضل سبيل لحماية الأرواح”.
جدد زيلينسكي استعداده لشراء منظومات دفاع جوي أمريكية متطورة، مثل “باتريوت”، والتي طالب بها مرارًا. الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أبدى استعداده لـ”دراسة” الطلب الأوكراني خلال قمة الناتو الأخيرة في لاهاي.
تصعيد الإرهاب
وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيغا، شدد عبر منصة “إكس” على ضرورة فرض عقوبات جديدة على روسيا، مشيرًا إلى أن “حجم الإرهاب المتزايد يُثبت مدى إلحاح فرض عقوبات جديدة”.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الروسي عن الاستيلاء على بلدة جديدة في منطقة دونيتسك الشرقية. وأكد استهداف مواقع تابعة للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني ومصافي النفط، نافيًا استهداف المدنيين.
إصابات في مناطق متفرقة
في منطقة تشيركاسي وسط البلاد، أُصيب ستة أشخاص بينهم طفل، بحسب ما أفادت الشرطة الأوكرانية عبر “تلغرام”. وفي منطقة إيفانو-فرانفيسك بغرب أوكرانيا، أُصيبت امرأة ونُقلت إلى المستشفى، وفقًا للمسؤولة الإقليمية سفيتلانا أونيشتشوك.
خسائر في سلاح الجو
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية عن مقتل طيار بعد تعرض طائرته من طراز “إف-16” لأضرار في الجو، دون أن يتمكن من القفز منها. وأشاد زيلينسكي بالطيار، مؤكدًا أنه دمر “سبعة أهداف جوية” روسية خلال الليل.
الجيش الأوكراني أكد فقدان ثالث طائرة مقاتلة من طراز “إف-16” منذ بداية الحرب، وذلك أثناء صد الهجوم الروسي. ولم تكشف كييف عن العدد الإجمالي لطائرات “إف-16” التي تمتلكها، لكنها أكدت أنها تلعب دورًا حيويًا في الدفاعات الجوية.
هجمات بطائرات مسيرة
وفي الصباح، قُتل رجل ستيني في هجوم بطائرة مسيرة استهدف سيارته في منطقة خاركيف. بينما أعلن الجيش الروسي عن اعتراض ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية.
قمة محتملة؟
في سياق التقارب الأميركي الروسي، لمح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إلى إمكانية عقد اجتماع بين الرئيسين بوتين وترمب على هامش الاحتفال بالذكرى السنوية الـ80 للأمم المتحدة في أكتوبر.
أوشاكوف أشار إلى أن زيارة بوتين للصين في الفترة من 31 أغسطس إلى 3 سبتمبر قد تتيح فرصة لمناقشة هذا الأمر. ووصف الحوار الحالي بين البلدين بأنه “إلى حد ما، يعطي الأمل في أن تكون هناك تغييرات حقيقية”.
اتصالات استخباراتية
مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين كشف عن إجراء محادثات هاتفية مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون راتكليف، بعد أول اتصال بينهما في منتصف مارس.
ناريشكين أكد الاتفاق على التواصل في أي وقت لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتأتي هذه الاتصالات في ظل تحسن العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن، رغم استمرار الخلافات حول قضايا عدة.
تحذيرات اقتصادية
الكرملين حذر من أن العقوبات الأوروبية المتزايدة على روسيا ستؤدي إلى ردود فعل مؤلمة على اقتصادات القارة، مؤكدًا قدرة موسكو على مقاومة هذه العقوبات “غير القانونية”.
المفوضية الأوروبية اقترحت جولة جديدة من العقوبات تستهدف إيرادات الطاقة والبنوك والصناعة العسكرية الروسية. الكرملين أكد أن الحوار المنطقي هو السبيل الوحيد لإجبار روسيا على التفاوض، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الروسي ينمو بوتيرة أسرع من الاتحاد الأوروبي.
