في تطور لافت يعكس التكيف التكنولوجي المتسارع في ساحات القتال، كشفت صور حديثة عن استخدام محتمل لطائرات استطلاع روسية مسيرة مزودة بألواح شمسية، في خطوة يُنظر إليها على أنها استراتيجية جديدة للمراقبة طويلة الأمد في مناطق سيطرة القوات الأوكرانية.
تفاصيل الطائرة المسيرة
يبدو أن الطائرة المسيرة، التي ظهرت في الصور المتداولة، هي نموذج معدل أو مصمم يدويًا، يتميز بإضافة لوح شمسي لتوفير الطاقة، ويتضمن التصميم أربعة محركات دوارة وهيكلًا مصنوعًا من مواد خفيفة الوزن. الطائرة غير قياسية، ما يشير إلى أنها قد تكون نموذجًا أوليًا أو مشروعًا شخصيًا يهدف إلى إطالة مدة التحليق باستخدام الطاقة الشمسية.
الطاقة الشمسية في الحرب الأوكرانية
تحولت الحرب في أوكرانيا إلى ساحة اختبار للابتكارات التكنولوجية، وخاصة في مجال الطائرات المسيرة، حيث تجد الطاقة الشمسية تطبيقات مبتكرة. كلا الطرفين، روسيا وأوكرانيا، يعملان على دمج الألواح الشمسية في أنظمتهما غير المأهولة لتعزيز كفاءتها واستقلاليتها في ظل ظروف القتال.
لماذا تستخدم روسيا الألواح الشمسية؟
يقوم المهندسون الروس بتركيب ألواح شمسية على طائرات “FPV” لزيادة وقت التشغيل المستقل. هذه الألواح لا تشغل المحركات أثناء الطيران، ولكنها توفر شحنًا مستمرًا للبطاريات بينما تكون الطائرة ثابتة، ما يسمح للطائرة بالبقاء في وضع الاستعداد مع كاميرات وأجهزة إرسال نشطة دون الاعتماد على مصادر طاقة خارجية.
تسعى روسيا إلى تقليل الضغط اللوجستي على قواتها. تمكن الألواح الشمسية من الشحن في تضاريس لا توجد فيها مواقع آمنة أو مولدات كهربائية. هذا يحول أي شيء مخفي – شجرة أو جسر أو مبنى – إلى محطة شحن محتملة. لذلك، يمكن للطائرة المسيرة المزودة بألواح شمسية أن تعمل خلف خطوط العدو لفترات أطول وبخطر أقل.
الطاقة الشمسية تحل مشكلة الطاقة
تستخدم روسيا ألواحًا تجارية رخيصة، مثل تلك بقدرة 5 واط من Voltaic Systems، لجعل طائراتها المسيرة “FPV” مكتفية ذاتيًا جزئيًا. في حين أن هذه لا توفر طاقة كافية للطيران، إلا أنها لا تزال قادرة على توليد ما بين 20 و 45 واط في الساعة يوميًا، وهي كمية كافية تمامًا للحفاظ على أنظمة الملاحة ونقل الفيديو طوال اليوم.
هذا النهج يمنح وحدات الاستطلاع الروسية ميزة تكتيكية. يمكن للطائرات المسيرة المزودة بهذا التكوين أن تنتظر لساعات في كمين دون أن تتحرك ثم تنطلق فقط عند اكتشاف هدف. وبالتالي، تستخدم روسيا طائرة مسيرة مزودة بألواح شمسية ليس فقط كأداة مراقبة ولكن أيضًا كجزء من استراتيجية شبكية للهجوم أو الرد في الوقت الفعلي.
استخدام أوكرانيا للطاقة الشمسية
تستخدم أوكرانيا الطاقة الشمسية بطريقة مختلفة. بدلًا من تركيب الألواح مباشرة على الطائرات المسيرة، تعتمد القوات الأوكرانية على محطات إطلاق مموهة تشبه المباني المدنية لتبقى غير مكتشفة. هذه المحطات مجهزة بألواح شمسية على الأسطح، والتي من المحتمل أن تشغل الأنظمة الداخلية أو تشحن بطاريات الطائرات المسيرة.
الطاقة المتجددة في التكتيكات العسكرية
إن استخدام الطاقة الشمسية في النزاع يوضح براعة كلا الجانبين في تكييف التقنيات المستدامة للأغراض التكتيكية. هذه الابتكارات لا تحسن فعالية الطائرات المسيرة فحسب، بل تلمح أيضًا إلى مستقبل التكنولوجيا العسكرية، حيث قد تلعب المصادر المتجددة دورًا رئيسيًا.
مزايا الطائرات المسيرة الشمسية
يمكن للألواح الشمسية توليد 15-45 واط في الساعة يوميًا، اعتمادًا على الظروف. تستهلك الطائرات المسيرة حوالي 7 واط في الساعة يوميًا أثناء وجودها على الأرض، و 5 واط لتشغيل الكاميرا وجهاز الإرسال في وضع الاستعداد. تعمل هذه الطائرات المسيرة كـ “حراس كاميرات المراقبة” خلال النهار، وذلك باستخدام الطاقة الشمسية للحفاظ على الكاميرات وأجهزة الإرسال، ثم تستخدم الطاقة المخزنة لمتابعة الأهداف عند اكتشافها، ما يجعلها مثالية لأدوار الكمائن.
تسمح محطات الإطلاق الأوكرانية بشحن الطائرات المسيرة وتجهيزها للإقلاع دون الكشف عن وجودها. يمكن أن يفتح سطح المحطة عبر نظام سكة حديدية آلي لإطلاق الطائرات المسيرة. من المحتمل أن توفر الألواح الشمسية الموجودة على المحطات الطاقة لشحن البطاريات ودعم الأنظمة الموجودة على متنها، على الرغم من عدم وجود بيانات محددة حول إنتاجها من الطاقة أو كفاءتها.
إعادة الشحن في ساحة المعركة
في ظل ظروف معينة، يمكن للطائرة المسيرة المزودة بألواح شمسية أن تعيد شحن نفسها بالكامل في بيئة قتالية. في الوضع الثابت، تستخدم الطائرة المسيرة ضوء الشمس لإعادة شحن بطاريتها بما يكفي لدعم الأنظمة الأساسية، بما في ذلك المراقبة بالفيديو ومزامنة GPS ونقل البيانات.
تكتيك الكمائن بالطاقة الشمسية
عندما تكون الطائرة المسيرة في وضع الكمين، فإنها لا تستخدم محركاتها ولا تبعث حرارة، ما يجعل من الصعب اكتشافها بصريًا أو بالأشعة تحت الحمراء. في الوقت نفسه، تجمع الألواح الشمسية الطاقة اللازمة لرحلة قصيرة ولكنها حاسمة. بمجرد أن يقوم المشغل بتنشيط المهمة، يمكن للطائرة المسيرة الإقلاع وإكمال مهمتها، ما يحول ساحة المعركة إلى محطة شحن متنقلة، تتسم بالكفاءة والرخص وصعوبة التحيد.
المراقبة طويلة الأمد
تعمل الطائرة المسيرة الحديثة التي تعمل بالطاقة الشمسية ليس فقط كمركبة جوية ولكن كمنصة استطلاع مستقلة. عند نشرها في منطقة مناسبة، يمكن أن تظل نشطة لأيام دون الحاجة إلى صيانة أو إعادة شحن. إنها تعمل كـ “كاميرا حراسة جوية” تراقب وتبلغ وتنتظر الأمر بالعمل.
يحد الشحن الذاتي من الحاجة إلى اتصال متكرر بالمشغل ويسمح للطائرة المسيرة بالعمل حتى في المناطق المقيدة بالاتصالات. هذا أمر بالغ الأهمية في المناطق التي تتداخل فيها الحرب الإلكترونية مع الاتصال المستمر. ولهذا السبب، لم تعد مثل هذه الطائرة المسيرة المزودة بألواح شمسية تعتبر تجربة بل استجابة منطقية لحقائق الحرب الحديثة.
هذه الابتكارات تظهر أن الطائرة المسيرة التي تعمل بالطاقة الشمسية لم تعد مجرد مفهوم بل سلاح تكتيكي حقيقي. ومع ذلك، فإن الطائرة المسيرة الروسية التي تم تصويرها ليست غير مسبوقة في الحرب في أوكرانيا. حدثت أول مشاهدات لطائرات مسيرة روسية من طراز “FPV” مزودة بألواح شمسية في منطقة خيرسون في 30 يونيو 2025، عندما اكتشفت القوات الأوكرانية أنها مخبأة تحت الجسور لتنفيذ كمائن. في الوقت نفسه، استخدمت القوات الأوكرانية محطات إطلاق مماثلة خلال عملية “Web” في 1 يونيو 2025، عندما ضربت 117 طائرة مسيرة قواعد جوية روسية في عمق الأراضي الروسية.