إطلاق صاروخ كروز روسي جديد في أوكرانيا
استخدمت القوات المسلحة الروسية لأول مرة صاروخ كروز 9M729 Novator الجديد، الذي يُطلق من الأرض، في ساحة المعركة الأوكرانية. ويظهر الصاروخ مدى اشتباك يتجاوز 1200 كيلومتر، مع توقعات بأن يصل مداه الفعلي إلى 2500 كيلومتر، مما يُمكنه من استهداف أهداف لدول حلف شمال الأطلسي في مختلف أنحاء أوروبا.
وزعم وزير الخارجية الأوكراني، أندري سيبيا، في نهاية أكتوبر، أنه تم إطلاق الصاروخ 23 مرة منذ أغسطس، ومرتين في عام 2022. وقد يشير ذلك إلى أن الاستخدام العسكري له يُعتبر تجريبياً، ووسيلة لإظهار القوة أمام دول الكتلة الغربية، وفقًا لمجلة Military Watch.
رغم قلة المعلومات عن الصاروخ، يُعتقد أنه مشتق من صاروخ 3M14 Kalibr الذي يُطلق من البحر، والذي تم دمجه أيضًا في نظام Iskander-K.
خصائص الصاروخ وميزاته
يُقال إن كلاً من الصاروخين يستطيعان حمل رأس حربي يزن 450 كيلوجرامًا، ويعتمد توجيههما على نظام يستفيد من الجمع بين معلومات التضاريس والتوجيه بالقصور الذاتي والأقمار الصناعية في المرحلة الأخيرة.
ويتزامن التأكيد على استخدام هذه الصواريخ الجديدة مع نقاشات في الولايات المتحدة حول احتمال تزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ كروز Tomahawk، بالإضافة إلى دعوات متزايدة في أوروبا لنشر قوات برية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في الصراع بين موسكو والكتلة الغربية.
في نفس السياق، تواصل القوات الأوكرانية، التي تحظى بدعم من المخابرات الغربية، وتوجيه بيانات الاستهداف، استهدافها للبنية التحتية الأساسية في روسيا، وخاصة منشآت الطاقة.
تعزيز القدرات العسكرية الروسية
تمكن الصاروخ من زيادة فرص روسيا في تنفيذ ضربات نووية وتقليدية ضد أهداف الناتو. كما يسمح استخدام مركبات الإطلاق المتنقلة التي يصعب مراقبتها، بتحقيق تعزيز ملحوظ في حضور روسيا العسكرية في مواقع العمليات.
وفي ظل إدراك روسيا لنقصها في بعض مجالات القدرات التقليدية مقارنة بحلف الناتو، خصوصًا في الطائرات المقاتلة، فقد استثمرت بشكل مكثف في تطوير أنظمة الصواريخ المتنقلة، بما في ذلك تلك المستخدمة ضد السفن والأهداف الأرضية.
إلى جانب نظام 9M729، تم تحديث نظام صواريخ كروز Bastion تدريجياً، وقد أظهر فاعلية في تنفيذ هجمات دقيقة ضد الأهداف الأرضية والسفن الحربية.
التكنولوجيا والمواصفات
يتميز الصاروخ 9M729 Novator بطول يصل إلى 8 أمتار وقطر 0.514 مترًا، وفقًا لموقع Missile Threat. وقد خضع لاختبارات على مسافات مختلفة، إلا أن المركز الوطني لمعلومات الاستخبارات الجوية والفضائية في الولايات المتحدة أشار في عام 2017 إلى أنه يمكن أن يصل مداه الأقصى إلى 2500 كيلومتر.
يعتمد الصاروخ على نظام توجيه متطور صممته شركة GosNIPP الروسية. يُشاع أن منصة الإطلاق المتنقلة الخاصة به تختلف عن منصة Iskander-M TEL المتوافقة مع معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى لكنها تشبهها إلى حدٍ كبير، مما قد يعقد عمليات الرصد المستقبلية.
فيما يتعلق بالتوزيع، أفاد مسؤولون أميركيون في فبراير 2017 بأن روسيا نشرت كتيبتين من صواريخ 9M729، حيث تم اختبار إحداهما في ميدان كابوستين يار، بينما تم نقل الأخرى إلى قاعدة عملياتية غير معروفة في ديسمبر 2016. تضم كل كتيبة 4 منصات إطلاق، وكل منصة مزودة بحوالي ستة صواريخ.
حتى ديسمبر 2018، أنتجت روسيا أقل من 100 صاروخ 9M729 Novator، مما يشير إلى استعدادها للعمل على زيادة هذه الأرقام لتلبية احتياجاتها العسكرية.


