عارضت روسيا استخدام القوة العسكرية ضد إيران، معتبرةً أن اللجوء إلى الحلول العسكرية يعد “غير قانوني وغير مقبول”، وأكدت استعدادها للوساطة بين واشنطن وطهران. جاء ذلك على لسان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، خلال تصريحات أدلى بها اليوم.
استعداد موسكو للوساطة
قال ريابكوف إن موسكو مستعدة لتقديم دعمها للولايات المتحدة وإيران، لتحقيق اتفاق مناسب قبل انقضاء الوقت، وفقاً لما أوردته وكالة “رويترز”. وفي وقت سابق من العام، عرض الكرملين التوسط بين الطرفين، تزامناً مع توقيع روسيا معاهدة شراكة استراتيجية مع إيران في يناير.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن أي استخدام للقوة العسكرية ضد إيران سيتعارض مع القوانين الدولية وسيكون “غير مقبول”. جاء ذلك في ظل التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي، وهو ما قوبل برفض إيراني لمفاوضات مباشرة مع واشنطن.
عواقب استخدام القوة
شددت زاخاروفا على أن قصف البنية التحتية النووية الإيرانية سيتسبب في “عواقب كارثية على العالم”، وأكدت أن “لإيران الحق في الطاقة النووية السلمية” بناءً على عضويتها في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وأشارت إلى أن موسكو تسعى لإيجاد حل للأحكام المسبقة الغربية، مع مراعاة المصالح المشروعة لإيران.
تأتي هذه التصريحات بعد مشاورات جرت بين ريابكوف ونظيره الإيراني مجيد تخت روانتشي، حيث ناقش الطرفان التطورات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وتم التركيز على سبل اتخاذ خطوات مشتركة لتحقيق الاستقرار و”تخفيف التوتر الذي أثارته الدول الغربية بشكل مصطنع.”
تحذيرات من العواقب الإنسانية
وحذرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، من أن أي استخدام للقوة ضد إيران والتهديد بقصف بنيتها التحتية النووية يعد “غير قانوني وغير مقبول”، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى “عواقب إشعاعية وإنسانية واسعة النطاق ولا رجعة فيها” على منطقة الشرق الأوسط والعالم.
في سياق متصل، تناول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماع مع نظيره الصيني وانغ يي، الأبعاد المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وأكدت الصين وروسيا الشهر الماضي أن استئناف المحادثات النووية مع طهران يجب أن يتم على قاعدة “الاحترام المتبادل” ولابد من رفع جميع العقوبات المفروضة عليها.
