روسيا تحذر من عواقب تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”

حذر الكرملين من “عواقب وخيمة” في حال قررت الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”، مشيراً إلى قدرة هذه الصواريخ على اختراق دفاعاته الجوية. ذلك جاء بعد تقرير لمجلة The National Interest، يعكس تزايد القلق الروسي حيال هذا التطور.

الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أشار إلى إمكانية اتخاذ قرار بتسليم دفعة من هذه الصواريخ، وهي خطوة قد تعقد أي جهود للسلام مع موسكو لإنهاء النزاع القائم في أوكرانيا.

أكد محللون أميركيون على ضرورة التقييم الواقعي لفاعلية “توماهوك” في مواجهة خصم متقدم تكنولوجياً مثل روسيا، مع وجود مؤشرات على الكشف عن معلومات دقيقة حول هذه الصواريخ.

تطور الدفاعات الروسية

أثبتت التجارب التاريخية أن صواريخ “توماهوك” ليست عصيّة على الأنظمة الدفاعية الروسية. منذ أكثر من 25 عاماً، تمكنت روسيا من تطوير قدراتها الدفاعية، حيث شهدت عمليات سابقة إسقاط صواريخ من قبل الدفاعات الجوية.

على سبيل المثال، في عام 1999، خلال حملة “القوة المتحالفة” التي قادها الناتو ضد يوغوسلافيا، تمكن الجيش الصربي من إسقاط عدد من هذه الصواريخ، رغم الإمكانيات المحدودة التي كانت لديه في ذلك الوقت.

تحليلات مستقلة ربطت بين استخدام مجموعة من الرادارات، وصواريخ أرض–جو، والمدفعية، وبين نجاحات الصرب في إسقاط صواريخ “توماهوك”، مما يدل على قدرة التقنيات الروسية القديمة على التصدي لهذا النوع من الهجوم.

التكنولوجيا والتشويش

استخدمت القوات الصربية في حرب 1999 وسائل الحرب الإلكترونية لتعطيل عمليات الناتو، ما يزيد من تعقيد حركات “توماهوك”. رغم توفر أنظمة ملاحة بالقصور الذاتي في هذه الصواريخ، فإنها تبقى عرضة للتشويش.

إذا كانت صربيا قد استخدمت تقنيات سوفييتية قديمة، فإن روسيا اليوم تمتلك قدرات متطورة تمكنها من إسقاط صواريخ مشابهة بفاعلية أكبر، وفقاً لمجلة The National Interest.

استراتيجيات الدفاع الروسية

تحتوي المنظومة الدفاعية الروسية على عدة طبقات تشمل أجهزة استشعار ورادارات متطورة، مع مستويات متنوعة من صواريخ الاعتراض. كما تعتمد على أساليب الحرب الإلكترونية مثل التشويش والخداع لتعطيل أنظمة التوجيه.

مع تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” بهدف تنفيذ هجمات عميقة داخل الأراضي الروسية، من المتوقع أن تكون موسكو قد اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ينبغي أن تستعد روسيا لتعزيز حماية أصولها الحيوية من خلال تحسين نشر قواتها، مما يقلل من تأثير الهجمات المحتملة.

فاعلية صواريخ “توماهوك”

بالرغم من كونها منظومة قديمة نسبياً، إلا أن صواريخ “توماهوك” تظل فعالة بفضل قدرتها على التحليق على ارتفاعات منخفضة، ما يساعدها على تفادي الكشف المبكر بالرادار.

عمليات الإطلاق الكثيفة من زوايا متعددة تعزز فرص الإرباك داخل المنظومات الدفاعية. كما أن المزيج من الأنظمة الملاحية المزدوجة لجهاز الـGPS ونظام الملاحة الاستقرائي INS يعقد من فرص التصدي لها، خاصة مع المخاوف الروسية المتزايدة.

بهذا الشكل، تُعَد أي خطوة أمريكية لتزويد كييف بهذه الصواريخ تصعيداً يتطلب “رداً مباشراً وفورياً” على أهداف تابعة للناتو أو للولايات المتحدة، كما ترى موسكو.