في تصعيد للضغط على موسكو، لوّحت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية إضافية على روسيا، في محاولة لثنيها عن مواصلة حربها في أوكرانيا، إلا أن الكرملين أكد أن العقوبات لن تغير مسار روسيا.
العقوبات الغربية وتأثيرها
منذ عام 2014، فرض الغرب عشرات الآلاف من العقوبات على روسيا، على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم والحرب المستمرة في أوكرانيا. وتهدف هذه العقوبات إلى إضعاف الاقتصاد الروسي، الذي يبلغ حجمه 2.2 تريليون دولار، وتقويض شعبية الرئيس فلاديمير بوتين.
الرئيس بوتين يؤكد أن الاقتصاد الروسي صامد، رغم العقوبات والإنفاق الكبير على المجهود الحربي، وأصدر توجيهات لمواجهة العقوبات بكل الوسائل الممكنة.
موقف الكرملين من العقوبات
المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، صرح بأن “أي عقوبات لن تجبر روسيا الاتحادية على تغيير الموقف الثابت الذي تحدث عنه رئيسنا مراراً”.
يأتي هذا التصريح بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض مزيد من العقوبات على موسكو، عقب الهجوم الجوي الأضخم الذي شنته روسيا على أوكرانيا منذ بداية الحرب في شباط 2022.
واشنطن تضغط على أوروبا
وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، أكد استعداد واشنطن لممارسة مزيد من الضغوط على روسيا، ودعا الأوروبيين إلى القيام بالمثل، مشيراً إلى أهمية التنسيق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في هذا الصدد.
بيسنت يرى أن فرض عقوبات إضافية وتعريفات جمركية على الدول التي تشتري النفط الروسي سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد الروسي، ودفع الرئيس بوتين إلى طاولة المفاوضات.
تنسيق أمريكي أوروبي
رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، أنطونيو كوستا، أشار إلى وجود تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات الجديدة، في حين يجري مبعوث الاتحاد الأوروبي ديفيد أوسوليفان محادثات في واشنطن لتحسين التنسيق بشأن العقوبات.
مسؤول في الاتحاد الأوروبي كشف أن أوسوليفان، الذي قاد جهود وقف التهرب الروسي من العقوبات، سيعقد اجتماعات في واشنطن لمناقشة هذا الملف.
الوضع الميداني في أوكرانيا
تسيطر روسيا على نحو 20% من مساحة أوكرانيا، وشنت مؤخراً أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب، مما أدى إلى اندلاع النيران في المبنى الحكومي الرئيسي في كييف.
الرئيس ترمب أكد عزمه على تسوية الحرب، وإلا سيكون هناك ثمن باهظ يجب دفعه، معلناً استعداده للانتقال إلى “المرحلة الثانية” من العقوبات ضد روسيا.
العملية العسكرية مستمرة
بيسكوف يرى أن العقوبات الغربية “أثبتت أنها عديمة الفائدة تماماً في ممارسة الضغط على روسيا”، مؤكداً أن موسكو تفضل تحقيق أهدافها عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، ولكنها ستواصل “العملية العسكرية الخاصة” في ظل عدم رغبة أوروبا وكييف في المشاركة في هذا المسار.
في المقابل، ترى القوى الأوروبية وأوكرانيا أن بوتين غير جاد بشأن السلام، وأن على العالم أن يبذل كل ما في وسعه لمنع موسكو من الانتصار في الحرب.
تفوق روسي في الشرق
أعلنت أوكرانيا أن روسيا تتمتع بتفوق كبير في القوى البشرية والموارد على خط المواجهة شرق البلاد، حيث يحقق الجيش الروسي تقدماً منذ أشهر. القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي، أشار إلى أن “العدو يتمتع بتفوق ثلاثي في القوات والموارد وفي مناطق التمركز الرئيسية، ويمكنه التفوق بأربعة إلى ستة أضعاف”.
تحليل لوكالة الصحافة الفرنسية أظهر أن القوات الروسية تقدمت في شرق أوكرانيا طوال شهر أغسطس، وإن كان بوتيرة أبطأ مقارنة بالأشهر السابقة. سيرسكي أوضح أن “العدو يستخدم تكتيك التقدم الزاحف بمجموعات مشاة صغيرة، محاولاً التسلل إلى قرى، ومستغلاً المسافات بين المواقع، ومتجنباً القتال المباشر”، مضيفاً أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على مساحة 58 كيلومتراً مربعاً وعدة قرى صغيرة.