أعلنت روسيا، الخميس، اعترافها الرسمي بحكومة “طالبان” في أفغانستان، لتكون بذلك أول دولة تتخذ هذه الخطوة منذ سيطرة الحركة على السلطة في كابُل قبل نحو أربع سنوات. الخطوة تعكس تحولًا في المشهد الدبلوماسي تجاه أفغانستان، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية.
اعتراف رسمي بالإمارة
أكدت وزارة الخارجية الأفغانية عبر منصة “إكس” أن السفير الروسي لدى أفغانستان، ديمتري جيرنوف، أبلغ وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، بقرار حكومته الاعتراف بـ”إمارة أفغانستان” خلال اجتماع رسمي في كابُل.
دعم التعاون الثنائي
اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن هذا الاعتراف الرسمي سيعزز “التعاون الثنائي المثمر” بين البلدين في مختلف المجالات، وعلى رأسها التجارة والطاقة، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتنمية المشتركة.
نصر دبلوماسي لطالبان
يمثل الاعتراف الروسي انتصارًا دبلوماسيًا مهمًا لحركة “طالبان”، التي تسعى لكسر العزلة الدولية المفروضة عليها بسبب سياساتها الداخلية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والتعليم.
تحديات وصورة مغايرة
تواجه حركة “طالبان” انتقادات دولية واسعة بسبب القيود المفروضة على النساء، بما في ذلك حظر التعليم بعد الصف السادس. تسعى الحركة جاهدة لتقديم صورة أكثر اعتدالًا، لكن الشكوك لا تزال قائمة لدى العديد من الأطراف.
تزايد الأنشطة الدبلوماسية
شهد النصف الثاني من عام 2024 تزايدًا في الأنشطة الدبلوماسية، حيث ناقشت الوفود صفقات تجارية واستثمارية مع “طالبان”. الصين تعهدت بتمديد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني إلى أفغانستان، في حين استأنفت الهند منح التأشيرات للأفغان.
موقف الولايات المتحدة
لم تبدِ الولايات المتحدة أي استعداد للاعتراف بـ”طالبان”، وتواصل رسم خطوط حمراء فيما يتعلق بمعاملة النساء، رغم مساعي خصومها للاستفادة من الانفتاح مع أفغانستان.
تتويج العلاقات الثنائية
يعتبر الاعتراف الروسي تتويجًا لشهور من توسيع العلاقات بين الحكومتين، في مجالات مثل المساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب. في أبريل، رفعت المحكمة العليا الروسية “طالبان” من قائمة المنظمات الإرهابية.
مكافحة الإرهاب
أشار مسؤولون روس إلى أن رفع هذا التصنيف سيتيح تعاونًا أمنيًا أوثق ضد تنظيم “داعش-خراسان”، الذي ينشط في أفغانستان ويمثل تهديدًا أمنيًا للمنطقة.
تعزيز التعاون الاقتصادي
تعتزم وزارة الخارجية الروسية زيادة التعاون في مجالات الطاقة والنقل والزراعة والبنية التحتية. إيران والإمارات والصين وباكستان تعتبر من أكبر الشركاء التجاريين لأفغانستان.
تاريخ معقد
تحمل روسيا تاريخًا معقدًا مع أفغانستان، حيث غزت القوات السوفياتية البلاد في عام 1979، وانخرطت في حرب استمرت عشر سنوات ضد المجاهدين المدعومين من الولايات المتحدة.
دعوة للاعتراف بالإمارة
أعرب وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، عن أمله في أن تحذو دول أخرى حذو روسيا وتعترف بـ”الإمارة”.
قرار شجاع
وصفت حكومة “طالبان” في أفغانستان اعتراف روسيا بحكمها بأنه “قرار شجاع”، معبرة عن تطلعها لمزيد من التعاون الدولي.
