الأربعاء 2 يوليو 2025
spot_img

رفع العقوبات الأميركية عن سوريا يمهد لاتفاقات مع إسرائيل

رحب المراقبون بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا، والذي بدأ تنفيذه اليوم، معتبرين ذلك بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين الولايات المتحدة والحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، مما قد يعيد تشكيل التوازنات الجيوسياسية في المنطقة.

رفع العقوبات عن سوريا

تهدف إدارة ترامب، بحسب تصريحاتها، إلى دعم استقرار سوريا بعد الحرب الأهلية التي أطاحت بنظام بشار الأسد. القرار يثير تساؤلات حول إمكانية ممارسة ضغوط أميركية على دمشق لإبرام اتفاقات أمنية مع إسرائيل، تمهيداً لتطبيع العلاقات بين البلدين في إطار اتفاقات إبراهيم.

تسعى إدارة ترامب لتوسيع اتفاقات إبراهيم، مستغلة تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما يعتبره ترامب أبرز إنجازات ولايته.

استثناءات من القرار

أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن إنهاء العقوبات يهدف إلى دعم مسار الاستقرار والسلام في سوريا. وأوضحت أن القرار يستثني العقوبات المفروضة على بشار الأسد وشركائه، ومنتهكي حقوق الإنسان، وتجار المخدرات، والمرتبطين بأسلحة كيميائية، وتنظيم “داعش”، ووكلاء إيران.

انفتاح أميركي

وصف محللون القرار بأنه يمهد لانفتاح أميركي كبير على حكومة أحمد الشرع. ويشمل القرار إعادة النظر في تصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية، وفي تصنيف أحمد الشرع إرهابياً عالمياً.

مساعدات أميركية

يفتح قرار ترامب الباب أمام تقديم مساعدات أميركية مباشرة للحكومة السورية الجديدة، والسماح بتصدير سلع كانت خاضعة لقيود مشددة بموجب قانون قيصر الذي تم توقيعه في ديسمبر 2019.

تعليق قانون قيصر

ينص القرار التنفيذي على تخويل وزيري الخارجية والخزانة تقديم إحاطة للكونغرس خلال 30 يوماً لطلب تعليق العقوبات المتعلقة بقانون قيصر، بناءً على الأوضاع في سوريا.

دعم الاستقرار

أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة تدعم سوريا موحدة ومستقرة، مشيراً إلى دراسة تعليق قانون قيصر بالكامل. وأضاف أن العقوبات الأميركية لن تعيق مستقبل سوريا، وأن هذه الإجراءات تعكس رؤية ترامب لبناء علاقة جديدة بين البلدين.

تدرس الخارجية الأميركية التعليق الكامل لقانون قيصر، ومراجعة شاملة للسياسات الأميركية تجاه سوريا، واتخاذ إجراءات بشأن تصنيف “هيئة تحرير الشام” والرئيس أحمد الشرع، وتصنيف سوريا دولة راعية للإرهاب، وتخفيف عقوبات الأمم المتحدة.

مخاوف الانهيار

حذر روبيو في مايو الماضي من أن الحكومة السورية الجديدة قد تنهار وتتسبب في “حرب أهلية شاملة” إذا لم تتعاون الولايات المتحدة مع الحكومة الانتقالية. وبعدها، رفع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بعض العقوبات عن البنوك وشركات الطيران السورية.

لقاء الرياض التاريخي

التقى الرئيس ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض في مايو الماضي، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر الهاتف.

رفع العقوبات

في هذا اللقاء، أعلن الرئيس ترامب استعداده لرفع كل العقوبات عن سوريا لتشجيع السلام والازدهار. وأكد للصحافيين أنه يريد أن تنجح سوريا، وأن الإدارة ستراقب التقدم المحرز، مع التركيز على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومكافحة الإرهاب، وترحيل الإرهابيين الفلسطينيين، ومنع عودة ظهور “داعش”.

سوريا وإسرائيل: آفاق جديدة

تخطط إدارة ترامب لتشجيع سوريا على إرساء علاقات رسمية مع إسرائيل، رغم تاريخ العداء الطويل بين البلدين. وتجري محادثات تمهيدية مع الطرفين بشأن اتفاق محتمل.

اتفاقيات أمنية

تريد إدارة ترامب تمهيد الطريق لجهود دبلوماسية لتخفيف التوترات وتحديث الترتيبات الأمنية على طول الحدود الإسرائيلية السورية، بهدف التوصل إلى اتفاقيات “أمنية” جديدة.

يرى مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن “السبيل لإغراء” سوريا بالانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم “هو جعلها مثمرة لهم اقتصادياً وحضارياً وسلاماً وازدهاراً”.

ضمانات إسرائيلية

تسعى إسرائيل للحصول على ضمانات تؤدي إلى اتفاق سلام، وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبعوث الرئيس ترامب إلى سوريا توم براك اهتمامه بالتفاوض على اتفاقية أمنية جديدة تشمل تحديث اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، وصولاً إلى تطبيع العلاقات.

تسيطر إسرائيل على المنطقة العازلة بين البلدين ومنطقة جبل الشيخ، وتسعى إدارة ترامب إلى تقديم حوافز للحكومة السورية للانخراط في هذه الجهود الدبلوماسية.

مرتفعات الجولان

صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن إسرائيل منفتحة على اتفاق مع سوريا، لكنه شدد على أن “مرتفعات الجولان ستبقى جزءاً من إسرائيل بموجب أي اتفاق يتم التوصل إليه في المستقبل”. وكان ترامب قد اعترف بولاية إسرائيل على هضبة الجولان خلال ولايته الأولى.

اقرأ أيضا

اخترنا لك