الأحد 8 يونيو 2025
spot_img

أخيرا مادة التربية الدينية خارج المجموع بشهادة البكالوريا

سعدتُ جدًا بما أعلنه وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف مؤخرًا في مؤتمر صحفي، بأن مادة التربية الدينية بالثانوي العام ستكون خارج المجموع في شهادة البكالوريا المصرية المقترح تطبيقها مع بداية العام الدراسي القادم، بعد موافقة البرلمان عليها خلال الأيام القليلة القادمة، لكن أكد أنه سيشترط النجاح فيها بنسبة 70%.
سعدتُ جدًا بذلك بعد حالة الجدل الكبيرة التي حدثت في الحوار المجتمعي حول مقترح شهادة البكالوريا والذي شرفتُ بالمشاركة في أولى جلساته عندما أعلنت الوزارة في طرحها لمشروع شهادة البكالوريا أن مادة التربية الدينية ستكون ضمن مجموع درجات هذه الشهادة، وأن درجاتها ستصل إلى 100 درجة. وكان السبب في حالة الجدل التي صاحبت هذه النقطة هو عدم ضمان الشفافية، سواء في مستوى الأسئلة وصعوبتها أو سهولتها أو في الدرجات التي سيتم رصدها في هذه المادة سواء للطلاب المسلمين أو للطلاب المسيحيين، وأن أسئلة ودرجات هذه المادة ستكون محل جدل بين معظم الطلاب وأولياء الأمور كل عام مع بدء امتحانات الثانوية العامة، خاصةً وأن كل طالب يبحث عن درجة زيادة في مجموعه قد تغيّر من حالته من حال إلى حال، وقد تغيّر مستقبله بالكامل.
طبعًا كان هدف وزارة التربية والتعليم ساميًا في هذا الطرح لمادة التربية الدينية بهذه الصورة، وكانت تهدف إلى زيادة الاهتمام بتدريس الأمور الدينية لجميع الطلاب بشكل يساهم في الارتقاء بثقافتهم الدينية بشكل حقيقي، ويساعد بشكل جاد في تشكيلهم الوجداني، وكذلك معرفة أمور دينهم بشكل صحيح، وأن يتم تغيير الصورة السلبية لهذه المادة التي لم تكن تحظى بأي اهتمام من جانب الطلاب عندما كانت مادة لا يحتاج الأمر فيها سوى النجاح فقط بأي درجة، لكنها لا تُضاف للمجموع، مما أثّر بالسلب على الثقافة الدينية الصحيحة لأبنائنا الطلاب.
إلا أنه بعد حالة الجدل الكبيرة التي حدثت حول جعل هذه المادة إجبارية وأن تُضاف درجاتها للمجموع، كان الخروج من هذا المأزق بأن نجعلها خارج المجموع كما كانت قبل ذلك، لكن بشرط النجاح فيها بنسبة 70% على الأقل، وتطبيق مبدأ “ما لا يُدرك كله لا يُترك كله”، وسوف يستدعي هذا من الطلاب استذكار هذه المادة جيدًا والإلمام بالأمور الدينية بشكل صحيح، وبنوع من التعمق للنجاح فيها بهذه النسبة المرتفعة، مما سينعكس بالإيجاب على تكوين الطالب الوجداني من الناحية الدينية، وهذا هو المطلوب.
أقول هذا بعد أن أصبحت المؤشرات تؤكد أن تطبيق نظام البكالوريا الجديد سيتم – بإذن الله – بدءًا من العام الدراسي القادم، بعد موافقة البرلمان عليه، وذلك على طلاب الشهادة الإعدادية حاليًا، الذين سيكونون طلابًا بالصف الأول الثانوي العام الدراسي القادم، وستكون هذه السنة سنة أساس لشهادة البكالوريا التي ستشمل بعد ذلك الصفين الثاني والثالث الثانوي، خاصةً بعد أن أكد 88% من تلاميذ الشهادة الإعدادية هذا العام في الاستبيان الذي أرسلته الوزارة لهم ولأولياء أمورهم أنهم يفضلون دخول الصف الأول الثانوي على شهادة البكالوريا المقترحة، والتي لن تكون إجبارية في البداية، بل ستكون اختيارية لمن يريدها. وهذا يعني أن من لم يرغب في الدراسة بنظام البكالوريا من حقه الاستمرار في شهادة الثانوية العامة على النظام الحالي طوال الثلاث السنوات القادمة، وأن تكون امتحاناته وشهادته عما سيتحصل عليه من درجات في الصف الثالث الثانوي وليس على مدار العامين كما هو موجود بشهادة البكالوريا المقترحة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك