رسوم ترامب الجديدة على الصلب والألمنيوم تعيد الأزمات الاقتصاديّة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، وذلك اعتباراً من يوم الأربعاء المقبل، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على الاقتصاد الأمريكي.

إعادة فرض الرسوم

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود ترامب لحماية الصناعات المحلية، حيث ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها فرض رسوم على الصلب والألمنيوم. فقد سبق أن أقر ترامب رسوماً بنسبة 25% على الصلب و10% على الألمنيوم في عام 2018 خلال ولايته الأولى.

تشير إدارة ترامب الحالية إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي وزيادة فرص العمل في قطاع المعادن، مثلما كانت تفعل إدارة ترامب السابقة.

ارتفاع الأسعار

تسبب فرض الرسوم السابقة في زيادة أسعار الصلب في السوق الأمريكي بنسبة 5% والألمنيوم بنسبة 10% خلال الشهر الأول بعد التنفيذ. وعلى الرغم من أن الأسعار قد بدأت في الانخفاض بعد عدة أشهر، إلا أن تراجعها كان بطيئاً، ولم تبلغ الأسعار مستوياتها السابقة إلا في يناير 2019.

في منتصف عام 2019، تمت إزالة الرسوم عن الواردات من كندا والمكسيك، بينما رفعت إدارة الرئيس جو بايدن في عام 2021 الرسوم على المعادن المستوردة من الاتحاد الأوروبي في ظل ظروف سوقية غير مستقرة نتيجة لجائحة كوفيد-19.

زيادة الإنتاج

بفضل هذه التدابير، زادت الولايات المتحدة من إنتاج الصلب بمقدار 6 ملايين طن متري مقارنة بعام 2017، بينما ارتفع إنتاج الألمنيوم بمقدار 350 ألف طن متري.

ومع ذلك، أدت الزيادة في الأسعار إلى زيادة تكاليف قطاع البناء والصناعة والنقل، مما أثر سلبًا على النمو في هذه القطاعات عقب فرض الرسوم.

فرص العمل

على الرغم من توقعات تحسين فرص العمل، لم تؤدِ الرسوم إلى زيادة ملحوظة في عدد الوظائف في صناعة المعادن. فقد سجلت الولايات المتحدة زيادة بنسبة 6% في صناعة الصلب و5% في صناعة الألمنيوم، والتي سرعان ما تضاءلت بعد إلغاء الرسوم عن كندا والمكسيك.

وفي ظل التراجع في الطلب المحلي خلال 2020 و2021 نتيجة للظروف المرتبطة بالجائحة، لم يكن للرسوم المتبقية تأثير إيجابي على زيادة فرص العمل.

تداعيات اقتصادية

أظهرت دراسة للاحتياطي الفدرالي الأمريكي في عام 2019 أن الزيادات في النفقات الناتجة عن فرض الرسوم ساهمت في تقليص فرص العمل، مقارنة بحال عدم فرضها.

بشكل عام، أظهرت التأثيرات السلبية على الصناعة أن القفزة المؤقتة في إنتاج المعادن كان لها ثمنه من ارتفاع الأسعار محليًا، مما أثر على الصناعات التي تعتمد على هذه المواد.

القلق من الركود

من المتوقع أن تثير الرسوم الجديدة التي أعلن عنها ترامب تأثيرات مشابهة، حيث تزيد المخاوف بشأن الركود الاقتصادي المحتمل، وهو ما قلل ترامب من شأنه، مشيراً إلى أن الاقتصاد الأمريكي “في مرحلة الانتقال”.

وأشار الخبراء إلى ضرورة الانتظار حتى صدور بيانات الاقتصاد في الأشهر القادمة لفهم الآثار الحقيقية للرسوم الجمركية على الوضع الاقتصادي بدقة أكبر.