شددت حركة «رجال الكرامة» في محافظة السويداء، جنوب سوريا، على أهمية تفعيل مؤسسات الدولة كحل أمثل لحماية الحدود الإدارية وضبط الوضع الأمني. جاء ذلك في أعقاب إعلان «المجلس العسكري» عن تفعيل «لواء حرس الحدود» وفتح عدد من المقرات الخاصة به في المدينة، مبرراً ذلك بما وصفه بتزايد التحشدات الإرهابية في الجهة الشرقية للمحافظة وحالات الانفلات الأمني داخل المدينة.
تصريحات الحركة
أوضح الناطق باسم حركة «رجال الكرامة»، باسم أبو فخر، في تصريح لـ”الشرق الأوسط»، أن «المجلس العسكري» تحت قيادة العقيد المنشق طارق الشوفي يشكل فصيلاً جديداً يعكس أجندات خارجية وليس هناك أي تنسيق معهم. وأشار إلى أن الحركة تعمل على مشروع وطني مستقل، متجنبين أي تعاون أو تنسيق مع المجلس.
بيان المكتب الإعلامي للمجلس العسكري صدر يوم السبت الماضي، حيث دعا إلى تفعيل «لواء حرس الحدود» ضمن مدينة السويداء. أعرب المجلس عن قلقه من التحشدات الإرهابية داخل المحافظة، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أمنية سريعة للحد من هذه المخاطر.
تقييم الوضع الأمني
اعتبر أبو فخر إعلان «المجلس» عن تصعيد الوضع الأمني rhetoric فقط، موضحًا أن الحدود الممتدة على مئات الكيلومترات لا يمكن تغطيتها بحاجز واحد. كما انتقد حالة الانفلات الأمني التي يعاني منها المجلس، معربًا عن استنكاره للتهديدات الإسرائيلية وغير ذلك من العوامل التي تعرقل جهود عملهم.
وتحدث أبو فخر عن التحديات الأمنية في السويداء، مؤكدًا أنهم يقومون بمتابعة تحركات في القرى الشرقية، والتي تُعتبر تهديدًا من خلايا داعش النائمة. ودعا إلى تفعيل مؤسسات الدولة، مؤكداً أن الحل الأمثل يكمن في دعم وزارات الداخلية والدفاع للحد من الفوضى.
خلايا داعش النائمة
تعليقاً على التحركات الأمنية، قال الشوفي إن هناك خلايا نائمة لتنظيم داعش تستعد لتنفيذ عمليات في المنطقة، مما يستدعي حالة من اليقظة. وأضاف الشوفي أن الوضع الأمني في قلب مدينة السويداء وفي البادية غير مستقر، بينما تسود حالة من الأمن الجيد في المناطق الريفية.
وأوضح الشوفي أن الحوادث الأمنية تتكرر يوميًا، مشيرًا إلى مقتل شابين من السويداء مؤخرًا. ودعا إلى ضرورة أن تقوم مؤسسات الدولة بدورها في حفظ الأمن، مشددًا على عدم وجود ثقة في الإجراءات الحالية التي تتخذها الحكومة.
طلب المساعدة
رداً على سؤال حول إمكانية طلب «المجلس العسكري» المساعدة من إسرائيل، أشار الشوفي إلى أنهم لم يطلبوا دعمًا من أي جهة. ورغم وجود تحديات، أكد الشوفي أنهم يتبنون استراتيجية للحفاظ على السيطرة على الوضع. ومع ذلك، أكد استعدادهم للتصرف في حالة خروج الأمور عن السيطرة.
تنسيق مع الحكومة
من جهة أخرى، أشار أبو فخر إلى أن الحركة قامت بتنسيب عدد من عناصرها لوزارات الداخلية والدفاع، من أجل تعزيز الأمن في المحافظة. وأضاف أن هناك تفاهمات متواصلة مع الحكومة، رغم الصعوبات التي تواجههم بسبب إمكانية وجود معارضة من بعض الجهات.
واختتم أبو فخر بتأكيدهم على أن هناك دعمًا لوجستيًا يتم العمل عليه، مع ضرورة تجاوز العقبات الداخلية من أجل تفعيل مؤسسات الدولة. وأشار إلى استعداد أبناء المحافظة للدفاع عن الأراضي ضد أي اعتداءات مستقبلية، كما حدث في عام 2018 مع تنظيم داعش.
